هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ (٥٨) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩)
____________________________________
وتعصي وتترك الأوامر.
[٥٧] (هذا) القرآن (نَذِيرٌ) ينذركم من عذاب الله لمن عصي (مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) من جنس الإنذارات السابقة التي بعثنا بها إلى الأمم السابقين ، ومن المحتمل أن يكون المراد بهذا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو نذير من جنس المنذرين «الرسل» السابقين.
[٥٨] لقد (أَزِفَتِ) قربت (الْآزِفَةُ) القيامة التي هي قريبة إلى كل من جاء إلى دار الدنيا ، فإن الإنسان خلق جسمه الذي هو من التراب ، قبل مئات الألوف من السنوات ، وقد خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فإذا جاء إلى دار الدنيا فقد قرب موته ، وإذا مات الإنسان قامت قيامته ، أو المراد القيامة الحقيقية ، لأن أكثر عمر الدنيا قد انقضى ـ كما دل على ذلك الآثار والعلم الحديث ـ.
[٥٩] (لَيْسَ لَها) للآزفة (مِنْ دُونِ اللهِ) أحد غير الله (كاشِفَةٌ) نفس قادرة على كشفها والإتيان بها ، فإن القيامة شيء مخفي ، فإذا أقامها الله سبحانه فقد كشفها ، والمراد الكناية عن أن القيامة بيد الله تعالى.
[٦٠] إذن فاللازم على هؤلاء من خوف عقاب الدنيا ـ كما في الآيات السابقة ـ ومن خوف عقاب الآخرة ـ كما في هاتين الآيتين ـ أن يؤمنوا ويخافوا ويعملوا صالحا ، ولكنهم سادرون في غيّهم (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ) حديث التوحيد والنبوة والمعاد مما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (تَعْجَبُونَ)؟ وقد كان اللازم أن لا تعجبوا ، لأنه قد قامت الحجة عليه.