وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٧) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩)
____________________________________
يأخذ المعتدين بسرعة حتى كأن بقاءهم في الحياة لمحة عين (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ) لوط عليهالسلام (بَطْشَتَنا) أخذنا الشديد بالعذاب لمن خالف أوامرنا (فَتَمارَوْا) فتشككوا من المماراة أي المجادلة (بِالنُّذُرِ) وأخذوا يجادلون بالباطل حول صدق لوط.
[٣٨] (وَ) لم يقتنعوا بتكذيبه والاستمرار في فحشائهم ، بل أضافوا على ذلك أنهم (لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) المراودة ، الرواح والمجيء ، فقد جاء آل لوط ضيوف ، فأراد قومه أن يلوطوا بهم ، وكان أولئك الضيوف هم الملائكة (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) فمسحناها وسويناها بسائر الوجه حتى عميت عيونهم وشوهت خلقتهم فقلنا لهم (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) أي ذوقوا عاقبة إنذاري لكم ، أو المراد كأن لسان الحال يقول لهم «ذوقوا ...».
[٣٩] (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ) دخل العذاب عليهم في الصباح الباكر ، والبكرة أول الصبح ، ودخول العذاب في ذلك الوقت أنكر ، لأنهم يرجون خير النهار فإذا بهم يجدون انهدام الآمال بالعذاب (مُسْتَقِرٌّ) فلم يكن عذابا عابرا ، بل عذاب استقر بهم حتى أهلكهم.
[٤٠] (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) وفائدة التكرار تكرار التذكير ومن الواضح أنه قد يؤثر التكرار ما لا يؤثر غيره ، وذلك لاستيعاب الذهن له ، ولذا إذا أراد الإنسان أن يحفظ شيئا كرره مرات.