شَكُورٌ (٢٣) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٤)
____________________________________
للسيئات ، فلا ييأس المذنب من عفوه وغفرانه ـ وهذا بمناسبة ذكر الكفار والظالمين ـ. (شَكُورٌ) يشكر حسنات العباد ، وشكره سبحانه ، بإعطائه الزيادة هنا ، والأجر هناك ـ وهذا بمناسبة ذكر المؤمنين العاملين للصالحات ـ.
[٢٥] إن هؤلاء الكفار يصمون عن الحق ، ولا ينظرون في الأدلة (أَمْ) أي بل (يَقُولُونَ افْتَرى) محمد (عَلَى اللهِ كَذِباً) حيث نسب القرآن إليه كذبا ، وهو من كلامه ، ولكن هذا الكلام منهم كذب ، إذ ليس الله سبحانه يدع أحدا يدعي النبوة ، ويأتي بالخارقة ، ثم يذره (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ) حين يراك كاذبا ـ كما زعموا ـ (يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) فلا تتمكن من تلاوة القرآن ، كالظرف المختوم الذي لا يخرج منه شيء مما فيه (وَ) لا يهمك يا رسول الله هذا الافتراء منهم ، فإنه (يَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) من أقوالهم ويزيله ، فلا يتعلق به أحد ، ولا يرى كلامهم صوابا (وَيُحِقُّ الْحَقَ) أي يظهر كونه حقا ، إذ معنى «أحق» أثبت (بِكَلِماتِهِ) أي يظهر حقية الرسول ، بما ينزله من القرآن الذي لا يتمكن أحد من الإتيان بمثله ، فيبطل دعواهم ، إذ لو كان الأمر ، كما قالوا لتمكن فصحاؤهم من الإتيان بمثله (إِنَّهُ) تعالى (عَلِيمٌ) أي عالم (بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بالأمور التي تدور في صدورهم حولك لإبطال أمرك ، فلا يترك مؤامراتهم وأفكارهم تنفذ فيك ، وتطبق عليك ، بل يحبطها ويبطلها.