يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٠)
____________________________________
دار كرامته ، وعلى غير المؤمن لأنه لا يزداد عصيانا ببقائه في دار الدنيا.
[٣٠] فهو الخالق ، وهو مهئ كل نعمة ، وهو المغني ، ثم هو المسؤول لكل حاجة ، في كل الكون (يَسْئَلُهُ) يطلب الحوائج منه (مَنْ فِي السَّماواتِ) من الملائكة وغيرهم (وَالْأَرْضِ) من الإنسان والجن وغيرهما ، وليس الله كالإنسان الذي يجعل القانون ثم لا يغيره ولا يبدله ، فلا شأن له في التصرف بعد وضعه القانون بل (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ) سبحانه (فِي شَأْنٍ) فإذا قدر الفقر ثم سأله إنسان أن يغنيه أغناه ، وهكذا ، فهو يتصرف في الكون في كل آن ، لا يقال ما هي الحاجة إلى ذلك وقد كان بقدرته سبحانه أن يكون كصاحب معمل يشغل معمله لحظة ، ثم يتركه طيلة حركته ، فيخلق الله الكون لحظة ، ثم لا يعمل شيئا؟ لأنه يقال المحال لا يقع تحت قدرة الله تعالى فإن الأشياء عدم بدون استمرار عناية الله بها مثل أن النور عدم بدون إفاضة الشمس دائما له ، ومثال المعمل غير صحيح ، لأن صاحب المعمل لا يأتي إلا بالمعدّ أي بحركة أعضائه وجوارحه في اللحظة الأولى أما دوران المعمل فهو حسب قانون جعله الله في الكون فالله قائم على دوران المعمل لا إنه يدوره بنفسه كما أن من يضغط على جهاز الكهرباء أتى بالمعدّ وانتهى فالإنارة المستمرة إنما هي حسب قانون الله في جريان تيار الكهرباء ، وهذا بحث طويل مربوط بالفلسفة.
[٣١] (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟ أليس الله يستمر في إعطاء الكون الحياة