نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦)
____________________________________
[٧٤] (نَحْنُ جَعَلْناها) النار (تَذْكِرَةً) تذكركم بنعمة الله ، وبنار الآخرة ، حتى تشكروه سبحانه على هذه النعمة ، وتخافوا من عذاب يوم القيامة (وَمَتاعاً) منفعة يتمتع بها الإنسان في طبخه وتدفئته وقضاء سائر حوائجه المحتاجة إلى النار (لِلْمُقْوِينَ) يقال أقويت منذ أيام أي لم آكل طعاما فالمقوين هم الذين يحتاجون إلى الطعام ، ولعله من حمل الضد على الضد ، حيث إن خالي البطن لا يقوى فحمل على من «يقوى» بأكله الطعام.
[٧٥] وإذ عرفت كثرة نعم الله عليك (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ) نزهه عما لا يليق به ، والباء في «باسم» مثل اللام في «سبح لله» للتقوية (الْعَظِيمِ) صفة الرب.
[٧٦] وحيث فرغ عن إثبات الألوهية جاء دور إثبات الرسالة ، وذلك بسبب بيان أن القرآن من عند الله سبحانه (فَلا أُقْسِمُ) هذا صيغة تشير إلى الحلف ، ليكون للكلام قوة الحلف ، مع عدم الحلف احتراما للمحلف به ، ف «لا» نافية (بِمَواقِعِ النُّجُومِ) إذ القوة الهائلة التي تحفظ النجوم الكبار ، والتي بعضها ستون مليون مرّة أكبر من الشمس ، الشمس التي هي أكبر من الأرض بأكثر من مليون مرة ، إن تلك القوة من العظمة مما ينبغي أن يحلف بها.
[٧٧] (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ) لعلمتم أنه (عَظِيمٌ) بل خارج عظمته من