وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (٣٩) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها
____________________________________
مجلس الأمة ، حين أراد «فيصل» فتحه بأمر الإنكليز ، لهدم الإسلام ، بأن «المنتخب والمنتخب كلاهما في النار» وقد لقوا جزاء فتياهم تشريدا وتسميما وإهانة وهتكا ، فمن أراد اليوم إعادة «المجلس» أو «الانتخاب» أو «الديمقراطية» أو «الأحزاب» أو ما شابه ذلك ، بزعم أنه خدمة للإسلام وخلاص للمسلمين ، فليعلم ـ إن كان مخلصا ـ أنه يبني من جديد لهدم الإسلام ، في لباس الإسلام ، وسيرى في الدنيا انقلاب الأمر عليه ، وفي الآخرة الخسارة والنكال ، فإن هذا أساس غربي بحت لا يمت إلى الإسلام بصلة أصلا ، ومن كان شاكا فليدرس الإسلام من جديد ، لا على ضوء الأنظمة الغربية ، وما ارتكز في ذهنه من سموم الأجواء التي نشرها الغرب وعملائه ، بل على ضوء الكتاب والسنة ، وفتوى الفقهاء ، الذين هم أعرف الناس بالإسلام وبنظمه (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من المال والعلم والجاه ، وغيرها ـ حسب عموم الآية ـ وإن كان المنصرف خصوص المال (يُنْفِقُونَ) في سبيل الله.
[٤٠] (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ) أي الظلم ، بأن ظلمهم أحد (هُمْ يَنْتَصِرُونَ) بأن ينتقموا ممن تعدى عليهم ، لئلا يصيبهم الذل ، ولئلا يجرأ الظالم على التمادي في غيه ، إن رأى الباب أمامه مفتوحا ، وغير خاف أن هذا لا ينافي قوله (إِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) فلكل شيء مجاله.
[٤١] ثم بين سبحانه حد الانتصار لئلا يتجاوز المظلوم على مقدار ما ظلم انتقاما وتشفيا (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ) يوردها الظالم (سَيِّئَةٌ مِثْلُها) يردها المظلوم ، وسميت سيئة ، من باب المزاوجة ، لكون الرد شبيه التعدي