بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤٢) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (٤٣) وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ
____________________________________
يفسدون في الأرض ، وإنما جيء ، ب «في الأرض» لبيان أن كل بغي ، إنما يظهر أثره في الأرض ، وأن ظنه الظالم صغيرا موضعيا (١) (بِغَيْرِ الْحَقِ) فإن كل بغي بغير الحق وإنما جيء بهذا الوصف ، لإظهار البشاعة ، وتعليل «إنما السبيل» (أُولئِكَ) الباغون (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم موجع في الدنيا بالحد والتعزيز ، وفي الآخرة بالنار والنكال.
[٤٤] (وَلَمَنْ صَبَرَ) على الأذى (وَغَفَرَ) أي عفى عن المؤذي ـ فيما كان الغفران خيرا ـ (إِنَّ ذلِكَ) منه (لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) أي الأمور التي تحتاج إلى عزيمة قوية في النفس ، وليس من الأمور التي تأتي عفويا ، حسب إرادة عادية ، فإن ذلك بحاجة إلى شجاعة نفسية فائقة.
[٤٥] وبعد استعراض صورة للمؤمنين في دنياهم وآخرتهم ، يأتي السياق لنقل حال الكافرين في النشأتين (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) بأن يتركه وشأنه ، بعد أن أراه الطريق فلم يسلكه ، وهذا هو معنى الإضلال ، كما سبق (فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍ) يلي أموره ، ويأخذ بيده (مِنْ بَعْدِهِ) أي من بعد الله سبحانه ، إذ لا هادي إلا الله تعالى (وَتَرَى) يا رسول الله أو أيها الرائي (الظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان ، (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) يوم القيامة (يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ) أي رد إلى الدنيا ، فإن
__________________
(١) العدالة الإسلامية للمؤلف.