زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ
____________________________________
زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ) وأنكم شعب الله المختار (مِنْ دُونِ النَّاسِ) وأن سائر الناس لا يحبهم الله ، وليسوا بأولياء الله (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في زعمكم ، فإن الولي لا يخاف من الموت ، إذ يعلم بعلو حاله هناك.
[٨] (وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ) أي لا يتمنى اليهود الموت (أَبَداً) أي إلى الأبد بسبب ما عملوا من كفرهم وعصيانهم وأن أحوالهم في الآخرة سيئة من ما (قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) ونسبة التقديم إلى اليد باعتبار أن اليد هي الأكثر عملا ، من باب علاقة الجزء والكل (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) عالم بأحوالهم وسيجازيهم على ظلمهم ، وهذا تهديد لليهود.
[٩] وهل ينفع عدم تمنيهم الموت وفرارهم منه؟ (قُلْ) يا رسول الله لهم (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ) بتوفير أسباب الصحة لأنفسكم ، وعدم حضوركم في مواضع الخطر خوفا من الموت (فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) يلقاكم وينزل بكم لا محالة (ثُمَ) بعد الموت (تُرَدُّونَ) أي ترجعون ، فإن الإنسان حيث صدر عن إرادة الله سبحانه ، كان ذهابه إلى حسابه وجزائه ، شبيها بالرد والرجوع إليه (إِلى عالِمِ الْغَيْبِ) أي ما غاب عن الحواس (وَالشَّهادَةِ) أي ما ظهر للحواس وشهدها ، أي حضرها الشخص ، والمراد أنه تعالى يعلم السر والعلانية