وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (٤١)
____________________________________
[٣٦] (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) حذرا من أن يكون قصر في حقهما ، أو يطالبانه بشيء.
[٣٧] (وَصاحِبَتِهِ) أي زوجته ، وهو من باب المثال ، وإلا فالزوجة أيضا تفر من زوجها (وَبَنِيهِ) أي أولاده ، والمراد إنه يفر من أعز أقربائه وعشرائه.
[٣٨] (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ) أي من هؤلاء الفارين ، أو كل من حضر في القيامة (يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ) أي أمر عظيم (يُغْنِيهِ) عن شؤون غيره لأنه مبتلى بحساب نفسه يشغله عن الاهتمام بالآخرين.
[٣٩] (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة ، وهي وجوه المؤمنين (مُسْفِرَةٌ) أي مشرقة مضيئة ، «من أسفر» بمعنى ظهر فإنها تظهر عليها آثار الفرح والسرور.
[٤٠] (ضاحِكَةٌ) من السرور (مُسْتَبْشِرَةٌ) استبشرت بالخير والثواب أي فرحت وتهللت.
[٤١] (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة ، والمراد بها وجوه الكفار والعصاة (عَلَيْها غَبَرَةٌ) أي سواد وكآبة وحزن ، مشتق من الغبار وهو التراب المتصاعد الذي يعلو الأشياء.
[٤٢] (تَرْهَقُها) أي تعلو تلك الوجوه وتغشاها (قَتَرَةٌ) وهي ظلمة الدخان ، فالغبار والدخان وعبوس النفس كلها تظهر على وجوههم ، ولا يجليها رضوان الله ورحمته ، كما يجلي وجوه المؤمنين ، لو فرض