وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩)
____________________________________
[١٦] (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) أي تذكر الله سبحانه بقلبه ، والإتيان ب «اسم» للتعظيم (فَصَلَّى) لله ، أي خضع وخشع ، أو أتى بالصلاة فإنها دليل خشوع الإنسان وتذكره لله تعالى. وفي بعض الروايات أن المراد بها زكاة الفطرة وصلاة العيد ، والظاهر أنها من باب المصداق ، وانطباق الكلي على مصاديقه يمكن أن يكون بعد مدة ـ عند وجود المصداق فلا يقال : كيف يصح والسورة مكية ولم يكن هناك زكاة فطرة ولا صلاة عيد؟
[١٧] (بَلْ) أنتم أيها الناس لا تفعلون ذلك ، وإنما (تُؤْثِرُونَ) أي تختارون (الْحَياةَ الدُّنْيا) أي الحياة القريبة ، تختارونها على الآخرة فتصرفون أموالكم وأوقاتكم في ملاذّها ، لا في الزكاة والصلاة.
[١٨] (وَالْآخِرَةُ) أي الجنة (خَيْرٌ) من الدنيا ، لأن نعيمها أكثر ولا يشوبها كدر (وَأَبْقى) لأنها دائمة مستمرة ، بخلاف الدنيا فإنها فانية زائلة.
[١٩] (إِنَّ هذا) الذي ذكر من فلاح المتزكي المصلي ، أو سائر ما ذكر في هذه السورة (لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى) فكل كتب الله المنزلة تحرض على الزكاة والصلاة وسائر الخيرات ، وليس هذا بدعا من القرآن.
[٢٠] (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) وذكر هذين النبيين من باب المثال ، وإلا فكل الأنبياء كانوا يدعون إلى التزكي والتطهر والصلاة والزكاة.