مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ
____________________________________
(مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ) فإن إفناءكم وجعل الملائكة مكانكم (يَخْلُفُونَ) ويكونون خلفكم في الأرض ، أمر يسير علينا ، فلا يظن الكفار أن الله غير قادر على إفنائهم أو أنه لا يجد أفضل منهم ، ولذا يبقيهم.
[٦٢] (وَإِنَّهُ) أي أن عيسى ابن مريم عليهالسلام (لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) أي علامة لقرب القيامة ، فقد ورد في عدة أحاديث إن عيسى عليهالسلام ينزل من السماء عند ظهور الحجة عليهالسلام ويصلي به وكونه موجبا للعلم باقتراب الساعة ليس معناه أنه عليهالسلام ينزل قرب الساعة حقيقة ، بل هو من قبيل كون رسولنا صلىاللهعليهوآلهوسلم من علائم الساعة ، ويحتمل أن يرجع ضمير «إنه» إلى نزول الملائكة ، أي أن النزول وقت قيامة القيامة كما قال سبحانه (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) (١) و (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) (٢) والآية بعد ـ عندي ـ من المتشابهات ، كما أنه لم يظهر لي الربط التام بين آية (٦٠) وما قبلها والله العالم (فَلا تَمْتَرُنَّ بِها) لا تشكّون في الساعة ، فإنها آتية لا محالة (وَاتَّبِعُونِ) فيما آمر وأنهي ، وحذف «ياء» المتكلم للتخفيف (هذا) أي اتباعي وسلوك ديني (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) موصل إلى السعادة الأبدية بأقصر خط وأسهل سلوك.
[٦٣] (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ) أي لا يصرفنكم (الشَّيْطانُ) بوساوسه عن طريق
__________________
(١) الحاقة : ١٨.
(٢) الفرقان : ٢٦.