هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦٤) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ
____________________________________
(هذا) الذي ذكرته من لزوم توحيد الله ، واتقائه وإطاعة رسله (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) يوصلكم إلى السعادة الأبدية ، بلا انحراف أو تحوير.
[٦٦] وهل بقيت أمة عيسى على صفاء التوحيد كما أمر عيسى ، وصرح به في كلامه؟ وهل بقوا أوفياء فيما حمّلهم من الشريعة؟ كلا! (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ) أي الفئات التي اتبعت عيسى عليهالسلام (مِنْ بَيْنِهِمْ) أي من بين أولئك الذين أرشدهم عيسى وهداهم ، فهناك من بقي يهوديا ، ومن انحرف عن التوحيد فقال إن عيسى ثالث ثلاثة ، ومن أدخل في الشريعة ما ليس منها أو أنقص منها ، ومن حرّف الإنجيل كما شاء إلى غيرهم من الأحزاب المختلفة (فَوَيْلٌ) كلمة تقال لبيان سوء الحال (لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) بالكفر والعصيان من هؤلاء (مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) أي عذب يوم القيامة ، المؤلم الموجع.
[٦٧] وإذ تقدم الكلام حول التوحيد ، وحول الرسالة ، يأتي السياق لبيان نتف حول المعاد ـ كما هي القاعدة في بيان الأحوال الثلاثة ، في القرآن الحكيم ـ (هَلْ يَنْظُرُونَ) أي هل ينتظر هؤلاء الكفار (إِلَّا السَّاعَةَ)؟ بمعنى ماذا ينتظرون بعد قيام الحجة عليهم ، إلا أن تقوم عليهم القيامة ، فيعذبون بكفرهم؟ وهذا تهديد لهم ، كما تقول لمن أمرته فعصى : هل تنتظر إلا العقوبة؟ يعني أنك بعصيانك يكون حالك كحال من ينتظر العقاب ، وإلا فلما ذا تعصي؟ ، والإتيان بلفظ