وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧) وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (٨٨) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩)
____________________________________
به ، فلا ينتظر الكفار شفاعة الآلهة التي يعبدونها ، فأصنامهم لا تشفع إطلاقا ، والأنبياء والملائكة يشفعون لغيرهم ، لا لهم.
[٨٨] ومن عجيب الأمر أنهم يعبدون غير الله ، مع أنهم معترفون بأن الله وحده خالقهم (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) أي سألت هؤلاء الكفار ـ يا رسول الله ـ (مَنْ خَلَقَهُمْ)؟ وأخرجهم من العدم إلى الوجود (لَيَقُولُنَ) في جوابك (اللهُ) خلقنا (فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) أي إلى أين يصرفون بعد هذا الاعتراف؟ والمعنى فكيف ينصرفون من عبادة الله إلى عبادة الأصنام؟.
[٨٩] ولا يجد الرسول أمام عناد هؤلاء إلا أن يشكو ربه منهم (وَقِيلِهِ) أي قول الرسول (يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) بعد أن بلغتهم وأنذرتهم وقمت بواجب الإرشاد.
[٩٠] (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ) يا رسول الله ، أي أعرض عنهم ، فإن المعرض يعطي صفحة وجهه للطرف بعد ما كان مقبلا عليه بمقدم وجهه (وَقُلْ) لهم (سَلامٌ) أصله أن الذاهب يدعو لمن بقي بالسلامة ، ثم استعمل في كل معرض ومودة ، تشبيها ، وإن لم يكن قصده سلامتهم (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) في الدنيا حين ضنك عيشهم ، أو عند الموت ، أو في القيامة ، بأنهم كانوا على خطأ ، حين لم يقبلوا منك ، واستمروا في كفرهم وعنادهم.