وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١) وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٢) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (٣٣)
____________________________________
[٣١] (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ) المؤمنين بموسى (مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) عذاب فرعون الذي كان يهينهم ويذلهم ، من قتل الأبناء واستحياء النساء.
[٣٢] (مِنْ فِرْعَوْنَ) الذي كان يأمر بتعذيبهم (إِنَّهُ كانَ عالِياً) أي متجبرا متكبرا (مِنَ الْمُسْرِفِينَ) يسرف ويتجاوز الحد في الظلم والتعذيب.
[٣٣] (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ) أي اخترنا بني إسرائيل (عَلى عِلْمٍ) أي على بصيرة منا باستحقاقهم ، لا اختيارا اعتباطيا (عَلَى الْعالَمِينَ) أي عوالم زمانهم ، فإنهم كانوا مختارين على سائر الكفار في زمانهم ، لأنهم كانوا مؤمنين ، وغيرهم كانوا كفارا ، وهذا كما يقول : الشريف الفلاني أكبر أشراف العالم ، يريد أشراف زمانه لا كلّ شريف كان أو سيكون.
[٣٤] (وَآتَيْناهُمْ) أي أعطيناهم ، والنسبة إليهم باعتبار إعطاء موسى عليهالسلام ، كما يقول الملك : أعطيت القبيلة الفلانية كذا وكذا ، فيما إذا أعطى رئيسها (مِنَ الْآياتِ) الخارقة (ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ) أي امتحان ظاهر ، حتى يكون المؤمن على بصيرة ، والكافر عن عناد يستحق العقاب الأليم ، وهي مثل العصا واليد وفلق البحر ، وتضليل الغمام ، والمن والسلوى وغيرها.
[٣٥] وبعد التكلم عن التوحيد والرسالة ـ في بعض جوانبها ـ يأتي السياق