وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٩) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ
____________________________________
إن تمادوا في الكفر والطغيان.
[٣٩] (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) من صنوف الخلق (لاعِبِينَ) أي بلا غرض وغاية كما يفعل اللاعب ، حتى نترك هؤلاء يلعبون ، كما سبق (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) (١).
[٤٠] (ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِ) لأجل غاية هي إطاعة البشر ، كما قال تعالى في الحديث «خلقت الخلق لأجلك وخلقتك لأجلي» وفي القرآن الحكيم (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٢) (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ) أي أكثر الناس وهم الكفار (لا يَعْلَمُونَ) أن الخلق بالحق ، بل يظنون أنه صدفة فلا غاية ولا غرض ، ولكل امرئ ما يشاء أن يعمل.
[٤١] وإذا كان الخلق بالحق ، قرر هناك يوم للحساب والجزاء ـ كما أن لأجل ذلك أيضا نزلت الكتب وشرعت الشرائع ـ (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) وهو يوم القيامة الذي يفصل فيه بين المحق والمبطل ، وبين أهل الجنة وأهل النار (مِيقاتُهُمْ) أي وقت حساب الناس (أَجْمَعِينَ) بلا تخلف أحد منهم عن ذلك الموعد.
[٤٢] ثم وصف ذلك اليوم بأنه يوم عجيب لا يفيد فيه إلا رحم الله سبحانه التابع للإيمان والعمل الصالح (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ
__________________
(١) الدخان : ١٠.
(٢) الذاريات : ٥٧.