وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٥٦) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٥٧) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (٥٩)
____________________________________
والمعنى أن هؤلاء لا يلاقون الموت إلا في الدنيا ، أما في الآخرة فلا موت لهم ، وقد سبق وجه الاستثناءات المنقطعة عموما ، وأن الكلام المتقدم يفرض خاليا عن القيد ، وذلك لتكثير الفائدة ، فتنحل الجملتان إلى ثلاث جمل (وَوَقاهُمْ) أي حفظهم الله سبحانه (عَذابَ الْجَحِيمِ) فليس عدم موتهم من قبيل عدم موت أهل النار ، الذي (يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ) (١).
[٥٨] (فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ) أي يتفضّل سبحانه بهذه النعم على أهل الجنة فضلا ، إذ لا يستحق أحد على الله شيئا (ذلِكَ) الفضل (هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أي الفلاح والظفر بالمطلوب الذي ليس شيء أعظم منه.
[٥٩] (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ) أي سهلنا القرآن (بِلِسانِكَ) العربي ، يا رسول الله (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ما أودع في فطرتهم من المبدأ والمعاد ليفوزوا بذلك الثواب وينجوا من تلك النار والعقاب.
[٦٠] (فَارْتَقِبْ) أي انتظر يا رسول الله هذا الوعد (إِنَّهُمْ) أي الكفار (مُرْتَقِبُونَ) أي منتظرون ، فإن كل واحد من الخصمين ينتظر ما يحل بالخصم الآخر ، وهذا تهديد لهم ، بأنهم سيلاقون جزاء أعمالهم كما تقول لمن تريد تهديده ، «انتظر فإني منتظر معك» أي سترى ما يحل بك.
__________________
(١) إبراهيم : ١٨.