[٢٢٤٢] وذلك أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما رأى الكراهية في وجه حفصة أراد أن يتراضاها فأسر إليها شيئين : تحريم الأمة على نفسه وتبشيرها بأن الخلافة بعده في أبي بكر وفي أبيها عمر رضي الله عنهما ، وأطلع الله تعالى نبيه عليه ، عرف حفصة وأخبرها ببعض ما أخبرت به عائشة وهو تحريم الأمة وأعرض عن بعض يعني ذكر الخلافة ، كره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن ينتشر ذلك في الناس ، (فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ) ، أي أخبر النبي صلىاللهعليهوسلم حفصة بما أظهره الله عليه ، (قالَتْ) ، حفصة ، (مَنْ أَنْبَأَكَ هذا) ، أي من أخبرك بأني أفشيت السر؟ (قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ).
(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (٤))
(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ) ، أي من التعاون على النبي صلىاللهعليهوسلم بالإيذاء يخاطب عائشة وحفصة ، (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) ، أي زاغت ومالت عن الحق واستوجبتما التوبة. قال ابن زيد : مالت قلوبكما بأن سرهما ما كره رسول الله صلىاللهعليهوسلم من اجتناب جاريته.
[٢٢٤٣] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان أنا شعيب [عن](١) الزهري أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور أنا عبد الله بن عباس قال : لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم اللتين قال الله تعالى لهما : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) ، حتى حج فحججت معه وعدل وعدلت معه بإداوة
__________________
[٢٢٤٢] ـ لا أصل له.
ـ أخرجه ابن سعد ٨ / ١٤٩ ـ ١٥٠ عن ابن عباس بنحوه ، وفيه الواقدي ، وهو متروك.
ـ وأخرج الدار قطني ٤ / ١٥٣ والطبراني في «الكبير» ١٢٦٤٠ من حديث ابن عباس في قوله عزوجل : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً) قال : اطلعت حفصة على النبي صلىاللهعليهوسلم مع أم إبراهيم عليهالسلام فقال : «لا تخبري عائشة» ، وقال لها : «إن أباك وأباها سيملكان ، أو سيليان بعدي ، فلا تخبري عائشة» فانطلقت حفصة فأخبرت عائشة ....».
ـ وفي إسناده الكلبي ، وهو كذاب.
ـ وورد من حديث علي ، أخرجه ابن عدي ٣ / ٤٣٦ ، وكرره عن ابن عباس ومدارهما على سيف بن عمر ، وهو متروك متهم ، وبه أعله ابن عدي.
ـ والصواب أن النبي صلىاللهعليهوسلم لم يخبر على من سيخلفه ، وإنما هناك أمارات على أنه أبو بكر ، والله أعلم.
ـ الخلاصة : هذا خبر باطل لا أصل له ، والصحيح في ذلك ما رواه الشيخان من وجوه شربه عليهالسلام العسل عند زينب ، وكذا يليه في الصحة خبر مارية المتقدم برقم ٢٢٣٨.
ـ وانظر «الكشاف» ١٢٠٧ و «فتح القدير» ٢٥٥١ و «الجامع لأحكام القرآن» ٦٠٣٦ بتخريجي والله الموفق.
[٢٢٤٣] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ أبو اليمان هو الحكم بن نافع ، شعيب هو ابن أبي حمزة ، الزهري هو محمد بن مسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٩٦٥ بهذا الإسناد مختصرا.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٥١٩١ عن أبي اليمان بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٢٤٦٨ ومسلم ١٤٧٩ ح ٣٤ و ٣٥ والترمذي ٣٣١٨ وأحمد ١ / ٣٣ و ٣٤ مختصرا وابن حبان ٤٢٦٨ والبيهقي ٧ / ٣٧ ـ ٣٨ من طريق الزهري به.
ـ وانظر ما تقدم عند آية : ٢٨ من سورة الأحزاب.
(١) زيادة عن المخطوط.