عليهم وأعطوا من الدنيا وهم لا يعبدون الله تعالى ، فجلس النبي صلىاللهعليهوسلم وكان متكئا فقال : «أو في هذا أنت يا ابن الخطاب؟ إن أولئك قوم عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا» ، فقلت : يا رسول الله استغفر لي فاعتزل النبي صلىاللهعليهوسلم ، وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسعا وعشرين ليلة ، وكان يقول : ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله تعالى ، فلما مضت تسعا وعشرون ليلة ، دخل على عائشة رضي الله عنها فبدأ بها ، فقالت له عائشة : يا رسول الله إنك كنت أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا فإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أعدها عدا؟ فقال : الشهر تسعا وعشرون ، وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين ليلة. قالت عائشة : ثم أنزل الله آية التخيير فبدأ بي أول امرأة من نسائه ، فاخترته ثم خير نساءه كلهن فقلن مثل ما قالت عائشة.
[٢٢٤٤] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أخبرته أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاءها حين أمره الله تعالى أن يخير أزواجه فبدأ بي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك» وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ، ثم قال : إن الله قال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) [الأحزاب : ٢٨ و ٥٩] إلى تمام الآيتين ، فقلت : أو في هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة.
[٢٢٤٥] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج حدثني زهير بن حرب ثنا عمر بن يونس الحنفي ثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي (١) زميل حدثنا عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال : لما اعتزل النبي صلىاللهعليهوسلم نساءه وذكر الحديث. وقال : دخلت عليه فقلت : يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك. وقلما تكلمت وأحمد الله تعالى بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ، ونزلت هذه الآية : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ) [التحريم : ٥].
(وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ). قوله : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) ، أي تتظاهرا وتتعاونا على أذى النبي صلىاللهعليهوسلم ، قرأ أهل الكوفة بتخفيف الظاء ، والآخرون
__________________
[٢٢٤٤] ـ إسناده صحيح على شرطهما ، وانظر ما قبله.
ـ وهو في «شرح السنة» ٢٣٤٧ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٧٨٥ عن أبي اليمان بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١٤٧٥ من طريق يونس بن يزيد عن الزهري به.
[٢٢٤٥] ـ إسناده على شرط مسلم.
ـ سماك هو ابن الوليد.
ـ وهو في «صحيح مسلم» ١٤٧٩ عن زهير بن حرب بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو يعلى ١٦٤ من طريق عكرمة بن عمار به.
ـ وانظر ما تقدم في سورة الأحزاب عند آية : ٢٩.
(١) تصحف في المطبوع «بن».