يقال ساء الشيء يسوء فهو سيئ إذا قبح ، وسيئ يساء إذا قبح ، (وَقِيلَ) لها أي قال لهم الخزنة ، (هذَا) ، أي هذا العذاب ، (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) ، تفتعلون ، من الدعاء [أي : تدعون تتمنون أن يعجل لكم](١) ، وقرأ يعقوب تدعون بالتخفيف ، وهي قراءة قتادة ومعناهما واحد مثل تذكرون وتذكرون.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠))
(قُلْ) ، يا محمد لمشركي مكة الذين يتمنون هلاكك ، (أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ) ، من المؤمنين ، (أَوْ رَحِمَنا) ، فأبقانا إلى منتهى آجالنا ، (فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) ، فإنه واقع بهم لا محالة. وقيل : معناه أرأيتم إن أهلكني الله فيعذبني ومن معي أو رحمنا فيغفر لنا ، فنحن مع إيماننا خائفون أن يهلكنا بذنوبنا لأن حكمه نافذ فينا فمن يجير الكافرين ، فمن يجيركم ويمنعكم من عذابه وأنتم كافرون ، وهذا معنى قول ابن عباس.
(قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ) ، الذي نعبده ، (آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ) ، قرأ الكسائي بالياء وقرأ الباقون بالتاء. (مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، أي ستعلمون عند معاينة العذاب من الضال [منا](٢) نحن أم أنتم.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) ، أي غائرا ذاهبا في الأرض لا تناله الأيدي والدلاء. قال الكلبي ومقاتل : يعني ماء زمزم ، (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) ، ظاهر تراه العيون وتناله الأيدي والدلاء. وقال عطاء عن ابن عباس : معين أي جار.
[٢٢٤٧] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسن الفارسي ثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد ثنا أبو يحيى البزاز ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو داود ثنا عمران عن قتادة عن عباس (٣) الجشمي عن
__________________
[٢٢٤٧] ـ صحيح بطرقه وشواهده.
ـ إسناده لين ، عمران هو ابن داور ، فيه لين ، لكن توبع ، وعباس الجشمي ، مقبول أي حيث يتابع ، وقد توبع على هذا المتن.
ـ أبو داود هو سليمان بن داود ، قتادة هو ابن دعامة ، عباس قيل اسم أبيه : عبد الله.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٤٩٧ من طريق أبي داود الطيالسي بهذا الإسناد.
ـ وصححه ، ووافقه الذهبي.
ـ وأخرجه أبو داود ١٤٠٠ والترمذي ٢٨٩١ والنسائي في «عمل اليوم والليلة» ٧١٠ وابن ماجه ٣٧٨٦ وأحمد ٢ / ٢٩٩ و ٣٢١ وابن حبان ٧٨٧ والحاكم ١ / ٥٦٥ من طرق عن شعبة به بلفظ «إن سورة من القرآن ـ ثلاثون آية ـ تستغفر لصاحبها حتى يغفر له (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
ـ وله شاهد من حديث أنس أخرجه الطبراني في «الأوسط» ٣٦٦٧ و «الصغير» ٤٩٠ وقال الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١٢٧ : ورجاله رجال الصحيح.
ـ وله شاهد آخر من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي ٢٨٩٠ وفي إسناده يحيى بن عمرو بن مالك ، النكري ، وهو ضعيف.
ـ وله شاهد موقوف عن ابن مسعود ، أخرجه عبد الرزاق ٦٠٢٥ وإسناده حسن ، وكرره ٦٠٢٤ بإسناد صحيح. وله حكم الرفع.
(١) العبارة في المطبوع «أي أن تدعوه وتتمنوه أنه يجعله لكم» والمثبت عن المخطوطتين وط.
(٢) زيادة عن المخطوطتين.
(٣) تصحف في المخطوط «أ» «عياش».