(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ) ، قال ابن السائب : تلوى يده اليسرى من صدره خلف ظهره ثم يعطى كتابه. وقيل : تنزع يده اليسرى من صدره إلى خلف ظهره ثم يعطى كتابه. (فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ) ، يتمنى أنه لم يؤت كتابه لما يرى فيه من قبائح أعماله.
(وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ) (٢٧) ، يقول يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت القاضية [الفارغة](١) من كل ما بعدها ، والقاطعة للحياة ، فلم أحي بعدها. والقاضية موت لا حياة بعده يتمنى أنه لم يبعث للحساب. قال قتادة : يتمنى الموت وإن لم يكن عنده في الدنيا شيء أكره من الموت.
(ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ) (٢٨) ، لم يدفع عني من عذاب الله شيئا.
(هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) (٢٩) ، ضلت عني حجتي ، عن أكثر المفسرين ، وقال ابن زيد : زال عني ملكي وقوتي. قال مقاتل : يعني حين شهدت عليه الجوارح بالشرك يقول الله لخزنة جهنم :
(خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) (٣٠) ، اجمعوا يده إلى عنقه.
(ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) (٣١) ، أي أدخلوه الجحيم.
(ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) (٣٢) ، فأدخلوه فيها. قال ابن عباس : سبعون ذراعا بذراع الملك ، فتدخل (٢) في دبره وتخرج (٣) من منخره. وقيل : تدخل في فيه وتخرج من دبره. وقال نوف البكالي : سبعون ذراعا كل ذراع سبعون باعا كل باع أبعد مما بينك وبين مكة ، وكان في رحبة الكوفة. وقال سفيان : كل ذراع سبعون ذراعا. قال الحسن : الله أعلم أي ذراع هو.
[٢٢٦٩] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن يزيد عن أبي السمح عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو أن رضراضة (٤) مثل هذه ، وأشار إلى مثل الجمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة ، لبلغت الأرض قبل الليل ، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة التي لسارت أربعين خريفا الليل والنهار. قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها».
__________________
[٢٢٦٩] ـ إسناده ضعيف لضعف أبي السمح ، واسمه دراج بن سمعان ، فقد روى مناكير كثيرة ، وهذا منها.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٣٠٧ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «الزهد» ٢٩٠ «زيادات نعيم بن حماد» عن سعيد بن يزيد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٥٨٨ وأحمد ٢ / ١٩٧ والطبري ٣٤٨٢٢ من طرق عن ابن المبارك به.
ـ وقال الترمذي : هذا حديث إسناده حسن صحيح ، وسعيد بن يزيد هو مصري ، وقد روى عنه الليث بن سعد وغير واحد من الأئمة.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٤٣٨ ـ ٤٣٩ والبيهقي في «البعث» ٥٨١ من طرق عبد الله بن يزيد عن سعيد بن يزيد به.
ـ وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! في حين عقب الذهبي على الحاكم في غير موضوع بقوله : دراج ذو مناكير.
ـ الخلاصة : الحديث ضعيف ، والوقف أشبه ، وكونه مما تلقاه عبد الله بن عمرو عن أهل الكتاب.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «فيدخل».
(٣) في المطبوع «يخرج».
(٤) في المطبوع «رضاضة» وفي المخطوط «رصاصة» والمثبت عن «شرح السنة».