نصب على القطع من قوله لإحدى الكبر لأنها معرفة ، ونذيرا نكرة ، قال الخليل : النذير مصدر كالنكير ، ولذلك وصف به المؤنث ، وقيل : هو من صفة الله سبحانه وتعالى ، مجازه : وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة نذيرا للبشر أي إنذارا لهم قال أبو رزين يقول أنا لكم منها نذير ، فاتقوها. وقيل : هو صفة محمد صلىاللهعليهوسلم معناه : يا أيها المدثر قم نذيرا للبشر ، فأنذر ، وهذا معنى قول ابن زيد.
(لِمَنْ شاءَ) ، بدل من قوله للبشر : (مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ) ، في الخير والطاعة ،. (أَوْ يَتَأَخَّرَ) ، عنها في الشر والمعصية ، والمعنى : أن الإنذار قد حصل لكل واحد ممن آمن أو كفر.
(كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (٣٨) ، مرتهنة في النار بكسبها مأخوذة بعملها.
(إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) (٣٩) ، فإنهم لا يرتهنون بذنوبهم في النار ولكن يغفرها الله لهم. قال قتادة : علق الناس كلهم إلا أصحاب اليمين.
واختلفوا فيهم ، روي عن علي رضي الله عنه أنهم أطفال المسلمين. وروى أبو ظبيان عن ابن عباس : هم الملائكة. وقال مقاتل : هم أصحاب الجنة الذين كانوا على يمين آدم يوم الميثاق ، حين قال الله لهم : هؤلاء في الجنة ولا أبالي وعنه أيضا : هم الذين أعطوا كتبهم بأيمانهم ، وعنه أيضا : هم الذين كانوا ميامين على أنفسهم. وقال الحسن : هم المسلمون المخلصون. وقال القاسم : كل نفس مأخوذة بكسبها من خير أو شر إلا من اعتمد على الفضل ، وكل من اعتمد على الكسب فهو رهين به ، ومن اعتمد على الفضل فهو غير مأخوذ به.
(فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١)) ، المشركين.
(ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١))
(ما سَلَكَكُمْ) ، أدخلكم ، (فِي سَقَرَ) ، فأجابوا.
و (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) (٤٣) ، لله.
(وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ) ، في الباطل ، (مَعَ الْخائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (٤٧)) ، وهو الموت.
قال الله عزوجل : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) (٤٨). قال ابن مسعود : تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون وجميع المؤمنين ، فلا يبقى في النار إلا أربعة ، ثم تلا : (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) (٤٣) إلى قوله : (بِيَوْمِ الدِّينِ) ، قال عمران بن الحصين : الشفاعة نافعة لكل واحد دون هؤلاء الذين تسمعون.
[٢٢٩٤] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أحمد بن الحسن (١) الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي ثنا
__________________
[٢٢٩٤] ـ إسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي ، وفيه حاجب بن أحمد ، وهو مجهول.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٤٨ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن ماجه ٣٦٨٥ من طريق وكيع عن الأعمش به.
(١) في المطبوع «الحسين» وهو خطأ.