عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك ثنا محمد بن هارون الحضرمي ثنا الحسن بن عرفة ثنا قبيصة بن [عقبة] (١) عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبي بن كعب قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا ذهب ربع الليل قام ، وقال : «يا أيها الناس اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه».
(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (٨) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (٩) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (١٠) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (١١) قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (١٣) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤))
(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) (٨) ، خائفة قلقة مضطربة ، وسمي الوجيف في السير لشدة اضطرابه ، يقال : وجف القلب ووجف وجوفا ووجيفا ووجوبا ووجيبا. وقال مجاهد : وجلة. وقال السدي : زائلة عن أماكنها ، نظيره (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ) [غافر : ١٨].
(أَبْصارُها خاشِعَةٌ) (٩) ، ذليلة كقوله : (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ) [الشورى : ٤٥] الآية.
(يَقُولُونَ) يعني المنكرين للبعث إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت : (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ)؟ أي إلى أول الحال وابتداء الأمر فنصير أحياء بعد الموت كما كنا؟ تقول العرب : رجع فلان في حافرته أي رجع من حيث جاء ، والحافرة عندهم اسم لابتداء الشيء ، وأول الشيء. وقال بعضهم : الحافرة وجه الأرض التي تحفر فيها قبورهم ، سميت الحافرة بمعنى المحفورة ، كقوله : (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) [الحاقة : ٢١ ، القارعة : ٧] أي مرضية. وقيل : سميت حافرة لأنها مستقر الحوافر ، أي أإنا لمردودون إلى الأرض فنبعث خلقا جديدا نمشي عليها؟ وقال ابن زيد : الحافرة النار.
(أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) (١١) ، قرأ نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب ا انا مستفهم ، (إِذا) بتركه ، ضده أبو جعفر ، الباقون باستفهامهما ، وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو عظاما ناخرة ، والآخرون (نَخِرَةً) وهما لغتان ، مثل الطمع والطامع والحذر والحاذر ، ومعناهما البالية ، وفرّق قوم
__________________
وكان مالك ويحيى بن سعيد لا يرويان عنه ، وقال يعقوب : صدوق ، وفي حديثه ضعف شديد جدا ، وقال ابن عيينة : أربعة من قريش يترك حديثهم ، فذكره منهم.
وقال ابن عيينة : رأيته يحدث نفسه ، فحملته على أنه قد تغير ، وقال الحميدي عن ابن عيينة : في حفظه شيء ، فكرهت أن ألقيه ، وقال حنبل عن أحمد : منكر الحديث ، وقال معاوية بن صالح عن ابن معين : ضعيف الحديث ، وضعفه علي المديني ، وقال العجلي : جائز الحديث ، وقال الجوزجاني : أتوقف عنه عامة ما يرويه غريب ، وقال أبو حاتم : لين الحديث ، لا يحتج به ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال ابن خزيمة : لا أحتج به لسوء حفظه ، وقال أبو أحمد الحاكم : كان أحمد وإسحاق يحتجان بحديثه ، وليس بذاك المتين ، وقال الترمذي : صدوق ، تكلم فيه من قبل حفظه ، وقال البخاري : مقارب الحديث ، وقال الحاكم : عمّر ، فساء حفظه ، فحدث على التخمين ، وقال في موضع آخر : مستقيم الحديث ، وقال الخطيب : كان سيئ الحفظ ، وقال ابن حبان : كان رديء الحفظ يحدث على التوهم ، فيجيء بالخبر على غير سننه ، فوجب مجانبة أخباره.
ـ الخلاصة : هو ضعيف بسبب سوء حفظه.
ـ والحديث أخرجه الترمذي ٢٤٥٧ وأحمد ٥ / ١٣٦ وعبد بن حميد في «المنتخب» ١٧٠ والحاكم ٢ / ٥١٣ والطبري ٣٦٢٠٤ والبيهقي في «البعث» ٥١٧ من طريقين عن الثوري به ، صححه الحاكم! ووافقه الذهبي!
(١) ليس في المخطوط.