عطاء وعكرمة : هي الإزهاق.
(وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (٣) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (٤) فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (٥) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧))
(وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (٣)) ، هم الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ، ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرفق به. وقال مجاهد وأبو صالح : هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين كالفرس الجواد يقال له سابح إذا أسرع في جريه. وقيل : هي خيل الغزاة. وقال قتادة : هي النجوم والشمس والقمر ، قال الله تعالى : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس : ٤٠] ، وقال عطاء : هي السفن.
(فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) (٤) ، قال مجاهد : هي الملائكة سبقت ابن آدم بالخير والعمل الصالح. وقال مقاتل : هي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة.
وعن ابن مسعود قال : هي أنفس المؤمنين تتسارع وتسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها شوقا إلى لقاء الله وكرامته ، وقد عاينت السرور. وقال قتادة : هي النجوم يسبق بعضها بعضا في السير. وقال عطاء : هي الخيل.
(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) (٥) ، قال ابن عباس : هم الملائكة وكلوا بأمور عرّفهم الله عزوجل العمل بها. قال عبد الرحمن بن سابط : يدبر الأمر في الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل عليهمالسلام.
[أما جبريل فموكل بالرياح والجنود ، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات ، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأنفس ، وأما إسرافيل فهو يتنزل بالأمر عليهم](١) ، وجواب هذه الأقسام محذوف على تقديره : لتبعثن ولتحاسبن. وقيل : جوابه قوله : (إن في ذلك لعبرة لمن يخشى). وقيل : فيه تقديم وتأخير تقديره : يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة والنازعات غرقا.
قوله عزوجل : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) (٦) ، يعني النفخة الأولى يتزلزل ويتحرك لها كل شيء ، ويموت منها جميع الخلق.
(تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) (٧) ، وهي النفخة الثانية ردفت الأولى وبينهما أربعون سنة. قال قتادة : هما صيحتان فالأولى تميت كل شيء والأخرى تحيي كل شيء بإذن الله عزوجل. وقال مجاهد : ترجف الراجفة تتزلزل الأرض والجبال ، تتبعها الرادفة حين تنشق السماء ، وتحمل الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة. وقال عطاء : الراجفة القيامة ، والرادفة البعث. وأصل الرجفة : الصوت والحركة.
[٢٣٠٨] أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني ابن فنجويه ثنا
__________________
[٢٣٠٨] ـ ضعيف ، فالمتن غريب ، وفيه اضطراب ، والإسناد لا يحتج به.
ـ إسناده ضعيف ، رجاله ثقات سوى عبد الله بن محمد بن عقيل ، فإنه غير حجة بسبب سوء حفظه.
ـ قال الحافظ في «التهذيب» ٦ / ٣ ما ملخصه : قال ابن سعد : منكر الحديث ، لا يحتجون بحديثه ، وكان كثير العلم.
(١) العبارة في المطبوع «أما جبريل فموكل بالوحي والبطش وهزم الجيوش ، وأما ميكائيل فموكل بالمطر والنبات والأرزاق ، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأنفس ، وأما إسرافيل فهو صاحب الصور ، ولا ينزل إلا للأمر العظيم.
والمثبت عن المخطوطتين وط و «الدر المنثور» ٦ / ٥١٠ ، مع أن ما في المطبوع أقرب سياقا وصحة ، وكأنه من تصحيف بعض أهل العلم.