(فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨) ، قال مجاهد والكلبي ومقاتل : في أي شبه من أب أو أم أو خال أو عم.
[٢٣١٣] وجاء في الحديث : «إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضر كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨)» ، وذكر الفراء والزجاج قولا آخر (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨) إما طويلا أو قصيرا أو حسنا أو غير ذلك. قال عكرمة وأبو صالح في أي صورة ما شاء ركبك ، إن شاء في صورة إنسان وإن شاء في صورة دابة ، أو حيوان آخر.
(كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ) ، قرأ أبو جعفر بالياء ، وقرأ الآخرون بالتاء لقوله : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ) (١٠) ، (بِالدِّينِ) ، بالجزاء والحساب.
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ) (١٠) ، رقباء من الملائكة يحفظون عليكم أعمالكم.
(كِراماً) على الله ، (كاتِبِينَ) ، يكتبون أقوالكم وأعمالكم.
(يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) (١٢) ، من خير أو شر.
قوله عزوجل : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) (١٣) ، الأبرار الذين بروا وصدقوا في إيمانهم بأداء فرائض الله عزوجل واجتناب معاصيه.
(وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (١٤) ، روي أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم المدني : ليت شعري ما لنا عند الله؟ قال : اعرض عملك على كتاب الله فإنك تعلم ما لك عند الله؟ فقال : فأين أجده في كتاب الله؟ فقال عند قوله : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (١٤). قال سليمان فأين رحمة الله؟
قال : (قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف : ٥٦].
قوله عزوجل : (يَصْلَوْنَها) ، يدخلونها ، (يَوْمَ الدِّينِ) ، يوم القيامة.
(وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (١٦) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩))
(وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ) (١٦).
ثم عظم ذلك اليوم ، فقال : (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ) (١٧) ، ثم كرر تفخيما لشأنه.
فقال : (ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ) ، قرأ أهل الكوفة والبصرة يوم برفع الميم ردا على اليوم الأول ، وقرأ الآخرون بنصبها أي في يوم يعني هذه الأشياء في يوم لا تملك. (نَفْسٌ لِنَفْسٍ
__________________
[٢٣١٣] ـ ضعيف جدا. أخرجه الطبري ٣٦٥٦٧ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٣٧ والطبراني ٤٦٢٤ وابن أبي حاتم كما في «تفسير القرآن العظيم» ٤ / ٥٦٩ من طريق الهيثم بن مطهّر عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده مرفوعا.
ـ وإسناده ساقط ، قال ابن كثير : مطهّر ، قال ابن يونس : كان متروك الحديث ، وقال ابن حبان : يروي عن موسى ، وغيره ، ما لا يشبه حديث الأثبات.
ـ وقال الهيثمي في «المجع» ١١٤٧٣ : مطهر متروك.
ـ قلت : موسى وأبوه من رجال الصحيح ، لكن ليس لهما في الكتاب الستة رواية عن رباح ، وهو ابن قصير ، وهو لم تثبت صحبته.