وفصاله ومعاشه وحياته وموته. وقال عمرو بن دينار : عد نبات أسنانه. قال يمان : لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم وهو مع ذلك أضعف الخلق. وأصل الكبد : الشدة. وقال مجاهد وعكرمة وعطية والضحاك : يعني منتصبا معتدل القامة ، وكل شيء خلق فإنه يمشي مكبا [إلا الإنسان فإنه خلق منتصبا](١) وهي رواية مقسم عن ابن عباس : وأصل الكبد الاستواء والاستقامة. وقال ابن كيسان : منتصبا رأسه في بطن أمه فإذا أذن الله له في خروجه انقلب رأسه إلى رجلي أمه. وقال مقاتل : في كبد أي في قوة نزلت في أبي الأشد واسمه أسيد بن كلدة الجمحي ، وكان شديدا قويا يضع الأديم العكاظي تحت قدميه فيقول : من أزالني عنه فله كذا وكذا ، فلا يطاق أن ينزع من تحت قدميه إلا قطعا ويبقى موضع قدميه.
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (٦) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (٩) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١))
(أَيَحْسَبُ) ، يعني أبا الأشد من قوته ، (أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) ، أي يظن من شدته أن لن يقدر عليه الله تعالى. وقيل : هو الوليد بن المغيرة.
(يَقُولُ أَهْلَكْتُ) ، يعني أنفقت ، (مالاً لُبَداً) ، أي كثيرا بعضه على بعض من التلبيد في عداوة محمد صلىاللهعليهوسلم ، قرأ أبو جعفر لبدا بتشديد الباء على جمع لا بد ، مثل راكع وركع ، وقرأ الآخرون بالتخفيف على جمع لبدة ، وقيل على الواحد مثل قثم وحطم.
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) (٧) ، قال سعيد بن جبير وقتادة : أيظن أن الله لم يره ، ولا يسأله عن ماله من أين اكتسبه ، وأين أنفقه؟ وقال الكلبي : إنه كان كاذبا في قوله أنفقت كذا وكذا ، ولم يكن أنفق جميع ما قال يقول أيظن أن الله عزوجل لم ير ذلك منه فيعلم مقدار نفقته ثم ذكره نعمه ليعتبر.
فقال : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ) (٩) ، قال قتادة : نعم الله متظاهرة يقررك بها كيما تشكره (٢).
[٢٣٣٠] وجاء في الحديث : «إن الله عزوجل يقول ابن آدم إن نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد
__________________
[٢٣٣٠] ـ ضعيف جدا. ذكره الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٩٠ عن عبد الحميد المدني عن أبي حازم مرسلا.
ـ ثم رأيته مسندا موصولا.
ـ أخرجه الديلمي في زهر الفردوس ٤ / ٢٥٥ عن نصر بن محمد بن علي الخياط أخبرنا أبي أخبرنا أبو بكر بن روز به حدثنا حامد بن حماد بن المبارك بنصيبين حدثنا إسحاق بن سيار حدثنا قتيبة حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ «يقول الله عزوجل : يا ابن آدم إن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبقهما عليه».
ـ وهذا إسناد ساقط ، وعلته حامد بن حماد ، قال الذهبي في «الميزان» ١ / ٤٤٧ : عن إسحاق بن سيار بخبر موضوع هو آفته.
ـ وفيه عبد الحميد بن سليمان المدني ، وهو ضعيف متروك.
ـ وقال ابن كثير ٤ / ٦٠٨ : وقد روى ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي عن مكحول مرسلا .... فذكر نحوه ، قلت : لم يذكر ابن كثير الإسناد ، وهو واه بكل حال ، فهو مرسل ، ومراسيل مكحول واهية ، والخبر منكر.
(١) زيادة عن «الوسيط» ٤ / ٤٨٨ وبها يتضح مراد ابن عباس.
(٢) في المطبوع «تشكر».