وما تتقي من الشر. وقال سعيد بن جبير : ألزمها فجورها وتقواها. قال ابن زيد : جعل فيها ذلك يعني بتوفيقه إياها للتقوى ، وخذلانه إياها للفجور. واختار الزجاج هذا ، وحمل الإلهام على التوفيق والخذلان ، وهذا يبيّن أن الله عزوجل خلق في المؤمن التقوى وفي الكافر الفجور.
[٢٣٤٢] أنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله ثنا موسى بن محمد ثنا علي بن عبد الله أنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن إبراهيم أنا عزرة (١) بن ثابت الأنصاري ، ثنا يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن الأسود الديلي قال : قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل الناس ويكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم (٢) من قدر سبق؟ أو فيما يستقبلون مما آتاهم به نبيهم وأكدت عليهم الحجة؟ قلت : بل شيء قد قضي عليهم ، قال : فهل يكون ذلك ظلما؟ قال : ففزعت منه فزعا شديدا ، وقلت : إنه ليس شيء إلا وهو خلقه وملك يده لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، فقال لي : سددك الله إنما سألتك لأختبر عقلك أن رجلا من جهينة أو مزينة أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس ويكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر سبق؟ أو فيما يستقبلون به مما أتاهم [به](٣) نبيهم وأكدت به عليهم الحجة؟ فقال : «لا بل شيء قد قضي عليهم ومضى فيهم» ، قال قلت : ففيم العمل إذا؟ قال : «من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه الله لها ، وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٨).
[٢٣٤٣] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر قال : جاء سراقة بن مالك بن جعشم فقال [يا رسول الله بيّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن ، أرأيت عمرتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال : بل للأبد ، قال](٤) : يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيم العمل اليوم فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أو فيما يستقبل؟ قال : «لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير» ، قال :
__________________
[٢٣٤٢] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ وأخرجه مسلم ٢٦٥٠ والطيالسي ٧٤٢ وابن أبي عاصم في «السنة» ١٧٤ وأحمد ٤ / ٤٣٨ والطبري ٣٧٣٨٢ والبيهقي في «الاعتقاد» ص ٩٥ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٩٧ من طرق عن عزرة بن ثابت بهذا الإسناد.
[٢٣٤٣] ـ إسناده على شرط الصحيح.
ـ أبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس.
ـ وهو في «شرح السنة» ٧٣ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٦٤٨ وأحمد ٣ / ٢٩٢ و ٢٩٣ من طرق عن زهير بن معاوية به.
ـ وأخرجه الآجري في «الشريعة» ٣٤٨ وابن حبان ٣٣٧ من طريقين عن أبي الزبير به.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٣٠٤ من طريق محمد بن المنكدر عن جابر به.
ـ وأخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» ١٦٧ من طريق قيس بن سعد عن طاوس عن سراقة بن مالك قال : قلت يا رسول الله .... فذكره.
ـ وإسناده صحيح على شرط مسلم ، وذكره الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١٩٥ وقال : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح.
(١) تصحف في المطبوع «عروة».
(٢) في المطبوع وط «فيهم».
(٣) زيادة عن المخطوط و «الوسيط».
(٤) سقط من المخطوط.