أبي القاسم طاهر بن علي الصيرفي ، قال : قرأت على أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران ، قال : قرأت على أبي علي محمد بن أحمد بن حامد الصفار المقرئ ، قال : قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الهاشمي ، قال : قرأت على أبي ربيعة والحسين بن محمد الحداد ، وهما قرأ على أبي الحسن بن أبي بزة وأخبرهما ابن أبي بزة أنه قرأ على عكرمة بن سليمان بن كثير المكي ، وأخبره عكرمة أنه قرأ على شبل بن عباد وإسماعيل بن قسطنطين ، وأخبراه أنهما قرءا على عبد الله بن كثير ، وأخبرهما عبد الله أنه قرأ على مجاهد ، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس ، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب.
[٢٣٦٣] وأخبرنا الإمام المقرئ أبو نصر محمد بن أحمد بن علي وقرأت عليه بمرو ، وقال : أنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد الزبدي بالتكبير ، وقرأت عليه بثغر حران ، قال ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد الموصلي المعروف بالنقاش ، وقرأت عليه بمدينة السلام ثنا أبو ربيعة محمد بن إسحاق الريعي ، وقرأت عليه بمكة ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة ، وقرأت عليه قال لي : قرأت على عكرمة بن سليمان ، وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين وشبل بن عباد فلما بلغت (وَالضُّحى) قالا لي : كبر حتى تختم ، مع خاتمة كل سورة ، فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك. وأخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك ، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك ، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك وأخبره أبي أنه قرأ على النبي صلىاللهعليهوسلم فأمره بذلك.
وكان سبب التكبير أن الوحي لما احتبس قال المشركون هجره شيطانه ، وودعه ، فاغتم النبي صلىاللهعليهوسلم لذلك ، فلما نزل (وَالضُّحى) كبّر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرحا بنزول الوحي ، فاتخذوه سنّة (١).
__________________
منكر.
ـ وقال العقيلي في «الضعفاء» ١ / ١٢٧ : منكر الحديث ، يوصل الأحاديث.
ـ قلت : وعكرمة بن سليمان مجهول كما تقدم ، لم يوثقه أحمد ، ولا روى عنه سوى البزي ، وهو ضعيف ، فيزيد هذا في جهالته.
ـ وقال الحافظ ابن كثير ٤ / ٦٢٠ : أحمد البزي ضعفه أبو حاتم ، لكن ورد عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة ، فقال : أحسنت ، وأصبت السنة ، حكاه أبو شامة المقدسي في «شرح الشاطبية» وهذا يقتضي صحة هذا الحديث.
ـ كذا قال رحمهالله؟! ولعل هذا لا يصح عن الشافعي ، فإن خبرا واهيا ، لا يصلح للاحتجاج به ، وبخاصة إدخال شيء في الصلاة ، ليس منها ، والدليل على عدم صحته عن الشافعي ، أنه ليس في مذهب الشافعية تكبير في الصلاة عند الانتقال من سورة إلى سورة بعد الضحى ، والأشبه أن هذه السنة هي سنة عكرمة بن سليمان ذاك الشيخ المجهول ، فحملها عنه البزي ، ثم حملها عنه آخرون.
ـ ولو ثبت هذا عند الشافعي لرواه في المسند أو السنن أو الأم ، بل لو صح هذا لرواة الأئمة الستة وغيرهم لاشتهاره ، والصواب أن هذا سنة شيخ مجهول ، والله أعلم.
ـ الخلاصة : الإسناد ضعيف جدا ، والمتن منكر كما قال أبو حاتم وغيره ، وهذا مما ينبغي أن يشتهر لو صح ، فلما لم يرو إلا بهذا الطريق علم أنه شبه موضوع.
[٢٣٦٣] ـ إسناده ساقط ، ففي هذا الإسناد علة زائدة على الإسناد الأول وهي أبو بكر النقاش ، فإنه منكر الحديث. قال البرقاني :
كل حديث النقاش منكر ، وقال طلحة بن محمد الشاهد : كان النقاش يكذب في الحديث «الميزان» ٣ / ٥٢٠.
ـ ابن كثير هو عبد الله.
(١) لا أصل له بهذا اللفظ ، وتقدم هذا الحديث صحيحا دون ذكر التكبير.
ـ قال ابن كثير رحمهالله ٤ / ٦٢١ : لم يرو ذلك بإسناد.