خويلد ، فقال : زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة ما لي؟ وأخبرها الخبر ، وقال : لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ، وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ، فيكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك ما يقول ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ما ذا ترى ، فأخبره رسول الله صلىاللهعليهوسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أو مخرجي هم؟ قال : نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة إلى أن توفي ، وفتر الوحي.
[٢٣٧٠] وروى محمد بن إسماعيل هذا الحديث في موضع آخر من كتابه عن يحيى بن بكير بهذا الإسناد ، وقال : حدثني عبد الله بن محمد ثنا عبد الرزاق أنا معمر قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة وذكر الحديث ، وقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (١) حتى بلغ (ما لَمْ يَعْلَمْ) وزاد في آخره فقال (١) : وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلىاللهعليهوسلم. فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي (٢) يتردى من رءوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه ، تبدّى له جبريل فقال : يا محمد إنك رسول الله حقا ، فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريل ، فقال له مثل ذلك.
[٢٣٧١] أخبرنا أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أنا عبد الله بن حامد الوراق أنا مكي بن عبدان أنا عبد الرحمن بن بشر ثنا سفيان عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : أول سورة نزلت قوله عزوجل : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).
قال أبو عبيدة مجازه : اقرأ اسم ربك يعني أن الباء زائدة ، والمعنى : اذكر اسمه ، أمر أن يبتدئ القراءة باسم الله تأديبا ، (الَّذِي خَلَقَ) قال الكلبي : يعني الخلائق ثم فسره فقال :
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥) كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠))
__________________
[٢٣٧٠] ـ هذه الرواية عند البخاري برقم : ٦٩٨٢.
[٢٣٧١] ـ صحيح. إسناده ضعيف ، فيه عنعنة ابن إسحاق ، وهو مدلس ، لكن للحديث شواهد وطرق ، منها المتقدم.
ـ وأخرجه الطبري ٣٧٦٦٨ والواحدي في «الوسط» ٤ / ٥٢٨ من طريق عبد الرحمن بن بشر بهذا الإسناد.
ـ وصححه الحاكم على شرط مسلم! ووافقه الذهبي! مع أن مسلما روى لابن إسحاق متابعة.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٥٢٩ من طريق الحميدي عن سفيان عن الزهري به ، وقال الحاكم : لم يسمعه ابن عيينة من الزهري.
ـ قلت : ذكر الحاكم هذه الطريق قبل الطريق المتقدمة ، لذا ذكر الواسطة بين سفيان والزهري ، وهو محمد بن إسحاق.
(١) قوله ، وقال : هو مدرج من كلام الزهري ، فهو مرسل ، ومراسيل الزهري واهية ، وهي زيادة منكرة لا تصح.
ـ وتقدم تخريجه.
(٢) في المطبوع «حتى».