[٢٣٨٥] ما روي عن الحسن رفعه «إنها ليلة بلجة سمحة لا حارة ولا باردة ، تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها».
وفي الجملة أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا في العبادة ليالي رمضان طمعا في إدراكها ، كما أخفي ساعة الإجابة في يوم الجمعة وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس ، واسمه الأعظم في الأسماء ورضاه في الطاعات ليرغبوا في جميعها ، وسخطه في المعاصي لينتهوا عن جميعها ، وأخفى قيام الساعة ليجتهدوا في الطاعات حذرا من قيامها.
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥))
قوله عزوجل : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣).
[٢٣٨٦] قال عطاء عن ابن عباس : ذكر لرسول الله صلىاللهعليهوسلم رجل من بني إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر ، فعجب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لذلك وتمنى ذلك لأمته ، فقال : «يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا؟ فأعطاه الله ليلة القدر». فقال : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣) التي حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولأمتك إلى يوم القيامة.
قال المفسرون : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣) : معناه عمل صالح في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
[٢٣٨٧] حدثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري إملاء ثنا أبو نعيم الأسفرايني أنا أبو عوانة ثنا أبو إسماعيل ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني أبو سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
__________________
[٢٣٨٥] ـ حسن. أخرجه ابن أبي شيبة ٣ / ٥١٤ عن الحسن مرسلا.
ـ ولقوله «أنها ليلة بلجة سمحة لا حارة ولا باردة» شاهد من حديث جابر.
ـ أخرجه ابن خزيمة ٢١٩٠ ومن طريق ابن حبان ٣٦٨٨ وفي إسناده الفضيل بن سليمان وفيه كلام ، وحديثه حسن في الشواهد.
ـ وله شاهد من حديث ابن عباس :
ـ أخرجه ابن خزيمة ٢١٩٢ والبزار ١٠٣٤ بلفظ «ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة ، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة».
ـ ولعجزه شاهد من حديث أبي بن كعب ، وهو الحديث الذي قبله.
ـ الخلاصة : هو حديث حسن بشواهده.
[٢٣٨٦] ـ ضعيف جدا. ذكره المصنف عن عطاء عن ابن عباس معلقا ، ولم أره عنه مسندا.
ـ وأخرجه الواحدي في «أسباب النزول» ٨٦٤ والبيهقي في «الشعب» ٣٦٦٨ وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ٤ / ٥٦٧ ، وهذا مرسل ، فهو واه.
ـ وأخرجه الطبري ٣٧٧١٣ عن مجاهد موقوفا عليه ، وهو أصح.
ـ الخلاصة : المرفوع واه ، والصواب عن أهل التفسير.
ـ وانظر «أحكام القرآن» ٢٣٣٧ بتخريجي.
[٢٣٨٧] ـ تقدم في سورة البقرة عند آية : ١٨٥.