[٢٤٠١] أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني أنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي أنا عبد الله بن [محمد بن](١) مسلم أبو بكر الجوربذي ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أنا بشر بن بكر عن الأوزاعي حدثني شداد أبو عمار ثنا واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى من [بني](٢) كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم».
وسموا قريشا من القرش والتقرش وهو التكسب والجمع ، يقال : فلان يقرش لعياله ويقترش أي يكتسب وهم كانوا تجارا حراصا (٣) على جمع المال والإفضال. وقال أبو ريحانة : سأل معاوية عبد الله بن عباس لم سميت قريش قريشا؟ قال : لدابة تكون في البحر من أعظم دوابه يقال لها القرش لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته ، وهي تأكل ولا تؤكل ، وتعلو ولا تعلى ، قال : وهل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال : نعم ، فأنشده شعر الجمحي :
وقريش هي التي تسكن البح |
|
ر سميت قرى قريشا |
سلطت بالعلو في لجة البح |
|
ر على سائر البحور جيوشا |
تأكل الغث والسمين ولا تت |
|
رك فيه لذي الجناحين ريشا |
هكذا في الكتاب (٤) حي قريش |
|
يأكلون البلاد أكلا كميشا |
ولهم في آخر الزمان نبي |
|
يكثر القتل فيهم والخموشا |
(إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤))
قوله تعالى : (إِيلافِهِمْ) ، بدل من الإيلاف الأول ، (رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) ، (رِحْلَةَ) ، نصب على المصدر ، أي ارتحالهم رحلة الشتاء والصيف.
روى عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف فأمرهم الله تعالى أن يقيموا بالحرم ويعبدوا ربّ هذا البيت.
وقال الآخرون : كانت لهم رحلتان في كل عام للتجارة إحداهما في الشتاء إلى اليمن لأنها أدفأ ، والأخرى في الصيف إلى الشام. وكان الحرم واديا جدبا لا زرع فيه ولا ضرع ، وكانت قريش تعيش بتجارتهم ورحلتهم ، وكان لا يتعرض لهم أحد بسوء ، كانوا يقولون : قريش سكان حرم الله وولاة بيته
__________________
[٢٤٠١] ـ صحيح. إسناده على شرط مسلم.
ـ الأوزاعي هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو ، شداد هو ابن عبد الله.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٥٠٧ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٢٧٦ والترمذي ٣٦٠٥ و ٣٦٠٦ وأحمد ٤ / ١٠٧ وابن حبان ٦٢٤٢ و ٦٣٣٣ والطبراني ٢٢ / ١٦١ من طرق عن الأوزاعي به.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) في المطبوع «حرصا».
(٤) في المخطوط «البلاد».