أي ما يغني ، وقيل : أي شيء يغني عنه ماله ، أي ما يدفع عنه عذاب الله ما جمع من المال؟ وكان صاحب مواش ، (وَما كَسَبَ) قيل : يعني ولده لأن ولد الإنسان من كسبه.
[٢٤٢٣] كما جاء في الحديث : «أطيب ما يأكل أحدكم من كسبه ، وإن ولده من كسبه».
ثم أوعده بالنار فقال : (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) (٣) ، أي نارا تلتهب عليه.
(وَامْرَأَتُهُ) ، أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ).
قال [ابن](١) زيد والضحاك : كانت تحمل الشوك والعضاة فتطرحه في طريق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأصحابه لتعقرهم ، وهي رواية عطية عن ابن عباس وقال قتادة ومجاهد والسدي : كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس ، وتوقد نارها كما توقد النار الحطب ، يقال : فلان يحطب على فلان إذا كان يغري به. وقال سعيد بن جبير : حمالة الخطايا ، دليله قوله : (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ) [الأنعام : ٣١] ، قرأ عاصم (حَمَّالَةَ) بالنصب على الذم ، كقوله : (مَلْعُونِينَ) [الأحزاب : ٦١] ، وقرأ الآخرون بالرفع وله وجهان أحدهما (سَيَصْلى ناراً) هو ، (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٤) والثاني : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٤) في النار أيضا.
(فِي جِيدِها) ، في عنقها ، وجمعه أجياد ، (حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).
واختلفوا فيه.
قال ابن عباس وعروة بن الزبير : سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعا تدخل في فيها وتخرج من دبرها ، ويكون سائرها في عنقها ، وأصله من المسد وهو الفتل ، والمسد ما فتل وأحكم من أي شيء كان ، يعني السلسلة التي في عنقها فقتلت من الحديد فتلا محكما. وروى الأعمش عن مجاهد : من مسد أي من حديد ، والمسد الحديدة التي تكون في البكرة ، يقال لها المحور ، وقال الشعبي ومقاتل : من ليف. قال الضحاك وغيره : في الدنيا من ليف وفي الآخرة من نار ، وذلك الليف هو الحبل الذي كانت تحتطب به ، فبينما هي ذات يوم حاملة حزمة فأعيت فقعدت على حجر تستريح فأتاها ملك فجذبها من خلفها فأهلكها.
قال ابن زيد : حبل من شجر ينبت باليمن يقال له مسد ، قال قتادة : قلادة من ودع.
وقال الحسن : كانت خرزات في عنقها. وقال سعيد بن المسيب : كانت لها قلادة في عنقها فاخرة ، فقالت : لأنفقنّها في عداوة محمد صلىاللهعليهوسلم.
__________________
[٢٤٢٣] ـ تقدم في سورة البقرة عند آية : ٢٦٧.
(١) سقط من المطبوع.