(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) (٣).
[٢٤٣٤] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا جعفر بن محمد [بن](١) المغلس ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة قالت : أخذ النبي صلىاللهعليهوسلم بيدي فنظر إلى القمر فقال : «يا عائشة استعيذي بالله من شرّ غاسق إذا وقب ، هذا غاسق إذا وقب».
فعلى هذا المراد به إذا خسف واسود : وقب ، أي دخل في الخسوف أو أخذ في الغيبوبة وأظلم. وقال ابن عباس : الغاسق الليل إذا أقبل بظلمته من المشرق ودخل في كل شيء وأظلم ، والغسق الظلمة ، يقال : غسق الليل وأغسق إذا أظلم ، وهو قول الحسن ومجاهد ، يعني : الليل إذا أقبل ودخل ، والوقوب : الدخول ، وهو دخول الليل بغروب الشمس. قال مقاتل : يعني ظلمة الليل إذا دخل سواده في ضوء النهار. وقيل : سمي الليل غاسقا لأنه أبرد من النهار ، والغسق البرد. وقال ابن زيد : يعني الثريا إذا سقطت. ويقال : إن الأسقام (٢) تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها.
(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) (٤) ، يعني السواحر اللاتي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها. قال أبو عبيدة : هن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي صلىاللهعليهوسلم.
(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) (٥) ، يعني اليهود فإنهم كانوا يحسدون النبي صلىاللهعليهوسلم.
__________________
[٢٤٣٤] ـ متن غريب بإسناد لين.
ـ إسناده لين تفرد به الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب ، وهو غير حجة ، وثقه ابن حبان على قاعدته في توثيق المجاهيل ، وقال النسائي : ليس به بأس وورد عن ابن معين رواية : يروى عنه ، وهو مشهور. قلت : والظاهر أن المراد بقول ابن معين هو الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، فقد تكررت فيه هذه العبارة ، وقال علي المديني : الحارث الذي روى عنه ابن أبي ذئب مجهول ، وقال ابن سعد والحاكم أبو أحمد وغير واحد : لا يعلم له راو غير ابن أبي ذئب.
ـ وهذا إشارة إلى جهالته ، فالإسناد غير حجة ، لا سيما والمتن غريب.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٣٦١ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٦ / ٢٠٦ من طريق وكيع بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٣٦٦ وأحمد ٦ / ٦١ و ٢٠٦ و ٢١٥ و ٢٣٧ و ٢٥٢ وأبو يعلى ٤٤٤٠ وأبو الشيخ في «العظمة» ٦٨١ والحاكم ٢ / ٥٤١ والطبري ٣٨٣٧٧ من طرق عن ابن أبي ذئب به.
ـ وقد توبع الحارث عند أحمد في الرواية ٦ / ٢١٥ ، تابعه المنذر بن أبي المنذر ، وهو مجهول. وأخشى أن يكون أخذه الحارث عن المنذر ، وهو محتمل ، فالمتن غريب.
ـ وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! وقال الترمذي : حسن صحيح! قلت : والمتن غريب ، لأن عامة أهل التفسير والأثر على أن المراد بذلك الليل إذا دخل.
ـ أخرجه الطبري ٣٨٣٦٤ عن ابن عباس لكن سنده واه ، وكرره عن الحسن ٣٨٣٦٥ وكرره ٣٨٣٦٦ عن القرظي ، وكرره ٣٨٣٦٨ عن مجاهد والحسن ، وكرره ٣٨٣٦٩ و ٣٨٣٧٠ عن الحسن وكرره ٣٨٣٧١ عن ابن عباس بسند رجاله ثقات لكن فيه إرسال ، لكن هذه الروايات تتأيد. وهو الذي اختاره البخاري في صحيحه ، فقال ٨ / ٧٤١ «فتح» : وقال مجاهد : الفلق الصبح ، وغاسق الليل إذا وقب ، غروب الشمس.
ـ قلت : فهذا ما عليه عامة أهل العلم ، ولو ثبت الحديث عند البخاري لرواه ولو تعليقا أو تبويبا.
(١) تصحف في المطبوع «خالد».
(٢) تصحف في المطبوع «الأقسام».