زيد بن أرقم قال : سحر النبي صلىاللهعليهوسلم رجل من اليهود ، قال فاشتكى لذلك أياما ، قال : فأتاه جبريل ، فقال : إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لك عقدا ، فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا فاستخرجها فجاء بها ، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم كأنما نشط من عقال ، فما ذكر ذلك لليهود ولا رأوه في وجهه قط.
قال مقاتل والكلبي : كان في وتر عقد عليه إحدى عشرة عقدة.
[وقيل : كانت العقدة مغروزة بالإبرة ، فأنزل الله هاتين السورتين وهي إحدى عشرة آية](١) سورة الفلق خمس آيات ، وسورة الناس ست آيات ، كلما قرأ آية انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، فقام النبي صلىاللهعليهوسلم كأنما نشط من عقال.
وروي : أنه لبث فيه ستة أشهر (٢) واشتد عليه ثلاث ليال ، فنزلت المعوذتان.
[٢٤٣٣] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا بشر بن هلال الصواف ثنا عبد الوارث ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أبي نضرة عن أبي سعيد : أن جبريل عليهالسلام أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا محمد اشتكيت؟ قال : نعم ، قال : «بسم الله أرقيك [من كل شيء يؤذيك](٣) من [شر](٤) كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، بسم الله أرقيك [والله يشفيك]». (٥)
قوله عزوجل : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١) ، أراد بالفلق الصبح ، وهو قول جابر بن عبد الله والحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وأكثر المفسرين ، وهو رواية العوفي عن ابن عباس بدليل قوله : (فالِقُ الْإِصْباحِ) [الأنعام : ٩٦] وروي عن ابن عباس : أنه سجن في جهنم. وقال الكلبي : واد في جهنم. وقال الضحاك : يعني الخلق ، وهي رواية الوالبي عن ابن عباس ، والأول المعروف.
__________________
[٢٤٣٣] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ عبد الوارث هو ابن سعيد ، أبو نضرة هو المنذر بن مالك.
ـ وهو في «صحيح مسلم» ٢١٨٦ عن بشر بن هلال الصّوّاف بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٩٧٢ وابن ماجه ٣٥٢٣ وأبو يعلى ١٠٦٦ كلهم عن بشر بن هلال بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٢٨ و ٥٦ من طريقين عن عبد الوارث به.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٥٨ و ٧٥ من طريقين عن داود عن أبي نضرة به.
ـ وورد من حديث عبادة بن الصامت عند ابن حبان ٩٥٤ وإسناده حسن في الشواهد.
ـ وله شاهد من حديث عائشة أخرجه مسلم ٢١٨٥.
ـ ومن حديث ميمونة أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» ١٠٢١ وأحمد ٦ / ٣٣٢ وابن حبان ٦٠٩٥ والطحاوي ٤ / ٣٢٩.
ـ وذكره الهيثمي في «المجمع» ٥ / ١١٣ : وقال : رواه الطبراني ، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وقد وثق ، وفيه ضعف.
ـ ومن حديث أبي هريرة عند ابن ماجه ٣٥٢٤ وضعفه البوصيري في «الزوائد» بعاصم بن عبيد الله العمري.
(١) زيد في المطبوع.
(٢) لم يصح ذلك ، والصواب أنه بضع أيام أو ليال.
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) سقط من المطبوع.
(٥) سقط من المطبوع.