فدبت إليه اليهود ، فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلىاللهعليهوسلم وعدة أسنان من مشطه ، فأعطاها اليهود فسحروه فيها ، وتولى ذلك لبيد بن الأعصم رجل من اليهود ، فنزلت السورتان فيه.
[٢٤٣١] أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا أنس بن عياض عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلىاللهعليهوسلم : طب حتى أنه ليخيل إليه أنه قد صنع شيئا وما صنعه وإنه دعا ربه ثم قال : «أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه» فقالت عائشة : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : «جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟ قال الآخر : هو مطبوب ، قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في ما ذا؟ قال في مشط ومشاطه (١) وجف طلعة ذكر (٢) ، قال : فأين هو؟ قال في ذروان (٣) ، وذروان بئر في بني زريق» قالت عائشة : فأتاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم رجع إلى عائشة ، فقال : «والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين» قالت : فقلت له يا رسول الله فهلا أخرجته؟ قال : «أما أنا فقد شفاني الله فكرهت أن أثير على الناس به شرا».
وروي أنه كان تحت صخرة في البئر فرفعوا الصخرة وأخرجوا جف الطلعة فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه فيها.
[٢٤٣٢] أخبرنا المطهر بن علي الفارسي أنا محمد بن إبراهيم الصالحي ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ الحافظ أنا ابن أبي عاصم ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن
__________________
[٢٤٣١] ـ صحيح. ابن عبد الحكم ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ هشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣١٥٣ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦٣٩١ من طريق أنس بن عياض بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٣١٧٥ مختصرا و ٥٧٦٥ و ٥٧٦٣ و ٦٠٦٣ ومسلم ٢١٨٩ وابن ماجه ٣٥٤٥ والنسائي في «الكبرى» ٧٦١٥ وأحمد ٦ / ٥٧ و ٦٣ و ٩٦ وابن أبي شيبة ٨ / ٣٠ ـ ٣١ وابن سعد ٢ / ١٩٦ وأبو يعلى ٤٨٨٢ والحميدي ٢٥٩ والطحاوي في «المشكل» ٥٩٣٤ وابن حبان ٦٥٨٣ والبيهقي ٨ / ١٣٥ من طرق عن هشام بن عروة به.
[٢٤٣٢] ـ حسن صحيح بشواهده.
ـ رجال رجال مسلم ، لكن فيه عنعنة الأعمش ، ومع ذلك للحديث شواهد.
ـ ابن أبي عاصم هو أحمد بن عمرو النبيل ، أبو بكر هو عبد الله بن محمد ، أبو معاوية هو محمد بن خازم ، الأعمش هو سليمان بن مهران.
ـ وهو في «أخلاق النبي صلىاللهعليهوسلم» ٨١ لأبي الشيخ عن ابن أبي عاصم بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٣٦٧ والنسائي ٧ / ١١٢ ـ ١١٣ وعبد بن حميد ٢٧١ والطحاوي في «المشكل» ٥٩٣٥ من طريق عن أبي معاوية به.
ـ وأخرجه ابن سعد ٢ / ١٩٩ والحاكم ٤ / ٣٦٠ من طريق الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم بنحوه.
ـ وفي رواية ابن سعد «أن الذي سحر النبي صلىاللهعليهوسلم رجل من الأنصار» والصواب أنه رجل من اليهود.
ـ وصححه الحاكم على شرطهما ، وقال الذهبي : لم يخرجا لثمامة شيئا ، وهو صدوق.
(١) أي بعض الشعر الذي ينزع أثناء التمشيط.
(٢) أي وعاء طلع النخل.
(٣) بئر في المدينة ، في بستان بني زريق.