وقيل : معناه المصدق لرسله بإظهار المعجزات ، والمصدق للمؤمنين بما وعدهم من الثواب ، وللكافرين بما أوعدهم من العقاب. (الْمُهَيْمِنُ) ، الشهيد على عباده بأعمالهم ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي ومقاتل.
يقال : هيمن يهيمن فهو مهيمن إذا كان رقيبا على الشيء ، وقيل : هو في الأصل مؤيمن قلبت الهمزة هاء ، كقولهم أرقت وهرقت ، ومعناه المؤمن ، قال الحسن : الأمين. وقال الخليل : هو الرقيب الحافظ. وقال ابن زيد : المصدق. وقال سعيد بن المسيب والضحاك (١) : القاضي. وقال ابن كيسان : هو اسم من أسماء الله تعالى في الكتب والله أعلم بتأويله. (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ) ، قال ابن عباس : الجبار هو العظيم ، وجبروت الله عظمته ، وهو على هذا القول صفة ذات الله ، وقيل : هو من الجبر وهو الإصلاح ، يقال : جبرت (٢) الأمر ، وجبرت العظم إذا أصلحته بعد الكسر ، فهو يغني الفقير ويصلح الكسير. وقال السدي ومقاتل : هو الذي يقهر الناس ويجبرهم على ما أراد. وسئل بعضهم عن معنى الجبار فقال : هو القهار الذي إذا أراد أمرا فعله لا يحجزه عنه حاجز. (الْمُتَكَبِّرُ) ، الذي تكبر عن كل سوء. وقيل : المتعظم عما لا يليق به وأصل الكبر والكبرياء الامتناع. وقيل : ذو الكبرياء وهو الملك ، (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
(هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤))
(هُوَ اللهُ الْخالِقُ) ، المقدر والمقلب للشيء بالتدبير إلى غيره ، كما قال : (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) ، [الزمر : ٦] (الْبارِئُ) ، المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود (الْمُصَوِّرُ) ، الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض. يقال : هذه صورة الأمر أي مثاله ، فأولا يكون خلقا ثم برءا ثم تصويرا. (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
[٢١٧٣] أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني ابن فنجويه ثنا ابن شيبة ثنا ابن وهب ثنا أحمد بن أبي شريح وأحمد بن منصور الرمادي قالا أنا أبو أحمد الزبيري ثنا خالد بن طهمان حدثني نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من قال حين يصبح
__________________
[٢١٧٣] ـ باطل ، إسناد ساقط ، والمتن منكر جدا.
ـ إسناده ساقط ، خالد بن طهمان خلط قبل موته بعشر سنين ، وكان ثقة قبل ذلك ، قال ابن معين كما في «الميزان» ١ / ٦٣٢.
ـ ونافع هو أبو داود الأعمى ، واسمه نفيع بن الحارث ، دلسه خالد.
ـ ولعله يسبب تخليطه ـ فقال : نافع.
ـ قال الذهبي في «الميزان» ٤ / ٢٧٢ في ترجمة نفيع : دلسه بعضهم ، فقال : نافع بن أبي نافع كذبه قتادة. وقال ابن معين وأبو زرعة : ليس بشيء ، وقال النسائي : متروك ا ه ، وكذا قال أبو حاتم : نافع هذا هو نفيع.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٩٢٢ و ٣٤٢٥ والدارمي ٣٣٠١ وأحمد ٥ / ٢٦ وابن السني في «اليوم والليلة» ٦٨١ وابن الضريس ٢٣٠ والبيهقي في «الشعب» ٢٥٠١ من طريق خالد به.
ـ الخلاصة : هو حديث باطل ، وأمارة الوضع لائحة عليه لما فيه من مبالغة فإن الشهادة ، واستغفار سبعين ألف ملك لرجل لا يكون بتلاوة ثلاث آيات فقط ونحو ذلك.
(١) تصحف في المطبوع «والحضحاك»؟!
(٢) زيد في المطبوع «الكسر و».