ذكر الآية الرابعة :
قوله تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) [الأنفال : ٦١].
اختلف المفسرون فيمن عني بهذه الآية على قولين :
الأول : أنهم المشركون ، وأنها نسخت بآية السيف ، وبعضهم يقول : بقوله : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [التوبة : ٢٩] وهذا مروي عن ابن عباس ، والحسن ، وعكرمة ، وقتادة في آخرين.
[١٥٣] (١) ـ أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال : ابنا عمر بن عبيد الله ، قال : ابنا ابن بشران ، قال : ابنا إسحاق بن أحمد ، قال : ابنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثني أبي ، قال : ابنا حجاج عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس رضي الله عنهما (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) فنسختها (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ).
[١٥٤] ـ وأخبرنا ابن ناصر ، قال : ابنا ابن أيوب ، قال : ابنا ابن شاذان ، قال : ابنا أبو بكر النجاد ، قال : ابنا أبو داود السجستاني ، قال : ابنا أحمد بن محمّد ، قال : ابنا علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) نسختها (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ).
قال أحمد بن محمد : وابنا موسى بن مسعود ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) نسختها (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ).
والثاني : أنهم أهل الكتاب. وقال مجاهد : بنو قريظة.
[١٥٥] ـ أخبرنا عبد الوهاب ، قال : ابنا أبو طاهر قال : ابنا شاذان قال : ابنا عبد الرحيم قال : ابنا إبراهيم قال : ابنا آدم قال : ابنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) يعني : قريظة.
فعلى هذا القول إن قلنا إنها نزلت في ترك حرب أهل الكتاب إذا بذلوا الجزية وقاموا بشرط الذمة فهي محكمة ، وإن قيل : نزلت في موادعتهم على غير
__________________
(١) أخرجه البيهقي في «سننه» (٩ / ١١) وأبو عبيد في «الناسخ والمنسوخ» (٣٦١).
من طريق : حجاج به.
وإسناده ضعيف ؛ لكن له شواهد يصحّ بها ، والله أعلم.