[١٧٨] ـ وأخبرنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسين بن قريش ، قال : ابنا إبراهيم بن عمر ، قال : ابنا محمّد بن إسماعيل ، قال : بنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا محمّد بن سعد ، قال : حدّثني أبي ، عن الحسين بن الحسن بن عطية ، عن أبيه ، عن عطية ـ قال : قال ابن عمر : إن الحبشة يسمّون الخل السّكر. وقال الضحاك : هو الخل بلسان اليمن.
والثالث : أن السّكر الطعم يقال هذا له سكر أي طعم وأنشدوا :
جعلت عنب الأكرمين سكرا.
قاله : أبو عبيدة ، فعلى هذين القولين الآية محكمة.
ذكر الآية الثانية :
قوله تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) [النحل : ٨٢].
قال كثير من المفسرين : إنها منسوخة بآية السيف ، وقد بينا في نظائرها أنه لا حاجة بنا إلى ادعاء النسخ في مثل هذه.
ذكر الآية الثالثة :
قوله تعالى : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل : ١٢٥].
اختلف المفسرون في هذه الآية على أربعة أقوال :
الأول : أن المعنى جادلهم بالقرآن.
والثاني : بلا إله إلا الله ، والقولان عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والثالث : أعرض عن أذاهم إياك.
[١٧٩] ـ أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي قال : ابنا أبو طاهر ، قال : ابنا ابن شاذان ، قال : ابنا عبد الرحمن بن الحسن ، قال : ابنا إبراهيم الحسين ، قال : ابنا آدم ، قال : بنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) قال : يقول أعرض عن أذاهم إياك.
والرابع : جادلهم غير فظ ولا غليظ وألن لهم جانبك ، قاله الزجاج.
وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الآية منسوخة بآية السيف وفيه بعد ، لأن المجادلة لا تنافي القتال ، ولم يقل له ، اقتصر على جدالهم ، فيكون المعنى جادلهم فإن أبوا فالسيف فلا يتوجه نسخ (١).
__________________
(١) انظر «صفوة الراسخ» (ص ١١٥ ـ ١١٦) و «الإيضاح» (ص ٣٨٧) و «جمال القراء» (٢ / ٧٤٦) و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (١٠ / ٢٠٠).