وقد روي عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، أنه قال : أنزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم آية فكتبتها في مصحفي فأصبحت ليلة فإذا الورقة بيضاء ، فأخبرت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «أما علمت أن تلك رفعت البارحة».
القسم الثاني : ما نسخ رسمه وبقي حكمه
[١١] (١) ـ أخبرنا ابن الحصين قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا أحمد بن
__________________
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد «المسند» (٥ / ١٣٢) والنسائي في «الكبرى» (٤ / رقم : ٧١٥٠) والحاكم (٢ / ٤١٥ و ٤ / ٣٥٩) وابن حبان (١٠ / رقم : ٤٤٢٨ ، ٤٤٢٩) والطيالسي (٥٤٠) والبيهقي (٨ / ٢١١) وغيرهم. من طرق ؛ عن عاصم به.
(١) أخرجه البخاري (٦٨٢٩ ، ٦٨٣٠) ومسلم (١٦٩١) ومالك في «الموطأ» (٢ / ٢٦٨) ـ ٤١ ـ كتاب الحدود. ـ مختصرا ـ وأحمد في «المسند» (١ / ٢٣ ، ٢٩ ، ٣٦ ، ٤٠ ، ٤٣ ، ٤٧ ، ٥٠ ، ٥٥ ، ٥٦) وأبو داود (٤٤١٨) والترمذي (١٤٣١) والنسائي في «الكبرى» رقم (٧١٥١ ، ٧٥١٤ ، ٧١٥٧ ، ٧١٥٨ ، ٧١٥٩ ، ٧١٦٠) وابن ماجة (٢٥٥٣) وغيرهم.
قال جعفر مرتضى في كتابه «حقائق هامة حول القرآن الكريم» (ص ٣٤٧) : «وكلام عمر الآنف الذكر يدل على أن كتابتها في المصحف جائزة ، ومعنى ذلك : هو أنها مما لم تنسخ تلاوته بنظره!! «ولو صحّ القول بنسخ التلاوة!! وقد أثبتنا عدم صحته ، وعدم ثبوته ...» اه.
أقول : قول عمر رضي الله تعالى عنه لا يدلّ البتة على جواز كتابتها على أنها من المصحف ، وفي قوله : «كنا نقرؤها ...» دلالة واضحة على نسخها ، فتأمل.
أما إنكاره للنسخ ؛ فهذا مخالفة صريحة لصريح القرآن ، وقد صرّح بوقوع النسخ كبار علماء الشيعة ، ولم ينكره إلا المتقدمين. وقد ألّف الحلي ؛ كمال الدين عبد الرحمن العتائقي كتابا في ذلك هو «الناسخ والمنسوخ».
وممن قال بالنسخ ؛ الطوسي صاحب «التبيان» وأبو علي الطبرسي في «مجمع البيان» بل قال : «والصحيح أن القرآن يجوز أن ينسخ بالسنة المقطوع عليها» «مجمع البيان» (١ / ٢٣٢). والفيض الكاشاني في «تفسير الصافي» (١ / ١٧٨ ـ ١٧٩) وغيرهم كثير.
والعجيب من الرجل أنه ذكر أنه قد رويت رواية في آية الرجم عن الإمام الصادق عليهالسلام.
ثم قال بعد ذلك : «ولأجل ذلك فقد حمل بعض العلماء ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام على التقية»!! أقول : وهكذا كذب على الإمام ، فقد روى الكليني في «الكافي» ـ الفروع ـ (٧ / ١٧٦) عن الإمام أبي عبد الله الحسين عليهالسلام قوله : «الرجم في القرآن ، قول الله عزوجل : إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة».
وقد أحسن المعلق على الكتاب بقوله : «وقيل : إنها منسوخة التلاوة». ورواه أيضا ابن بابويه القمي في «من لا يحضره الفقيه» (٤ / ٢٤ / ٤٩٩٨).
وصحّح هذه الرواية المجلسي في «مرآة العقول» (٢٣ / ٢٦٧) وقال : «وعدّت هذه الآية مما نسخت تلاوتها دون حكمها».
وممن قال بهذا الطبرسي صاحب «مجمع البيان» (١ / ٢٣٠) والطوسي في «التبيان» (١ / ٢٩٤) والحلّي في «الناسخ والمنسوخ» (ص ٣٥) وصاحب كتاب «لمحات من تاريخ القرآن» (ص ٢٢٢) ـ الأعلمي ـ.