جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني إسحاق بن عيسى الطباع ، قال : حدّثنا مالك بن أنس ، قال : حدّثني ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، أن ابن عباس أخبره ، قال : جلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذّن قام ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ؛ أيها الناس فإني قائل مقالة قد قدّر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن وعاها وعقلها فليحدّث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن لم يعها ؛ فلا أحل له أن يكذب عليّ. إن الله عزوجل بعث محمدا صلىاللهعليهوسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم ، فقرأناها ووعيناها وعقلناها ، ورجم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله ، فالرجم في كتاب الله حق ، على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة أو الحبل أو الاعتراف ، ألا وإنا قد كنا نقرأ : «لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم». أخرجاه في الصحيحين.
وفي رواية ابن عيينة عن الزهري : وأيم الله لو لا أن يقول قائل : زاد عمر في كتاب الله ، لكتبتها في القرآن.
[١٢] (١) ـ أخبرنا المبارك بن علي قال : أخبرنا أبو العباس بن قريش قال : أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق ، قال : حدّثنا ابن أبي داود ، قال : حدّثنا عيسى بن حماد قال : أخبرنا الليث ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، أن عمر بن الخطاب قال : «أيها الناس ؛ قد سننت لكم السنن ، وفرضت لكم الفرائض ، وتركتكم على الواضحة ، أن لا تضلوا بالناس يمينا وشمالا ، وآية الرجم لا تضلوا عنها ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد رجم ورجمنا ، وأنها قد أنزلت ، وقرأناها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، ولو لا أن يقال : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي».
ـ قال ابن أبي داود : وحدّثنا موسى بن سفيان ، قال : حدّثنا عبد الله يعني ابن الجهم ، قال : حدّثنا عمرو بن أبي قيس ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر ؛ أن أبي بن كعب سأله : كم تقرأ هذه السورة؟ يعني الأحزاب. قال : إما ثلاثا
__________________
فهل هؤلاء كلهم قالوا ذلك تقية؟!!
فالحمد لله الذي هدانا للحق وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.
(١) أثر صحيح.
أخرجه مالك في «الموطأ» (٢ / ٢٦٨) ـ ٤١ ـ كتاب الحدود. عن يحيى بن سعيد به.
وإسناده صحيح كما قال ابن عبد البر في «التمهيد» (٢٣ / ٩٣).
وقد صحّ سماع سعيد بن المسيب من عمر رضي الله عنه على الصحيح.