الثانى ـ يقول الشيخ محمد حرز الدين : «... كان فقيها اصوليا متبحرا فى الاصول لم يسمح الدهر بمثله صار رئيس الشيعة الامامية ، كان يضرب به المثل اهل زمانه فى زهده وتقواه وعبادته وقداسته ، وقد ادركت زمانه وشاهدت طلعته ونظرت الى مجلس بحثه ورأيته يوما ورجل يمشى الى جنبه واتذكر انه ابيض اللون نحيف الجسم ، خضب كريمته بالحناء ، يلبس لباس الفقراء وعليه عباءة صوف غليظة كدرة وكان مدرسا بارعا ، تتلمذ عليه عيون العلماء والاساتذة وحدثوا انه كان متقنا للنحو والصرف والمنطق والمعانى والبيان وسمع انه استطرق كتاب المطول للتفتازانى اربعين مرة ما بين بحث ودرس وتدريس ، وله فى التدريس طريق خاص واسلوب فقده معاصروه من طلاقة فى القول وفصاحة فى النطق وحسن تقريب آراء المحققين وبيان رأى المحتكر من المبتكر وابزار المآرب والاستدلال عليها باحسن بيان واقطع برهان ، فربما خالف الجمهور واتبع الندور لوقوع نظره عليه وانتهاء فكره اليه ولم يلتزم بنقل الاقوال الّا نادرا ان راه محل الحاجة ، وقد جمع بين الحفظ وسرعة الانتقال واستقامة الذهن وقوة الغلبة على من يحاوره حدث ذلك من كنا ملحوظين فى زمانه ومن الله علينا بمشاهدة عنوانه ...» (١)
الثالث ـ يقول الشيخ محمد حسن المامقانى احد من اجلّاء تلامذته :
«... وفضائله (ره) كثيرة فانه قد جمع بين الحفظ وسرعة الانتقال واستقامة الذهن وقوة الغلبة على من يحاوره ... وكان من علو همته انه كان
__________________
(١) ـ معارف الرجال : ٢ / ٤٠٠