البحث فى الفقه الى ان ظهر المحقق الكبير والفقيه العظيم الشيخ على الكركى قدسسره (المتوفى سنة ٩٤٠ ه) صاحب كتاب «جامع المقاصد فى شرح القواعد» وايضا المولى المحقق المقدس احمد الاردبيلى (المتوفى سنة ٩٩٣ ه) صاحب كتاب «مجمع الفائدة والبرهان فى شرح ارشاد الاذهان» وهذان الفقيهان أبدعا منهجا خاصا وطريقا جديدا فى دراسة الفقه وتنقيح اصوله وتفريع فروعه ومن ميزات المنهج المذكور : التأكيد فى نقل النصوص والمتون (كتابا وسنة) فى كل مسألة فقهية ودراسة الحديث من حيث السند والمتن وتوضيح الفاظها وتطبيقها على الموضوع ثم ذكر فتاوى وآراء الفقهاء والتحقيق والتدقيق فيها والمقارنة ونقد الاقوال الضعيفة وردّها اىّ من كان صاحب القول مع حرية البحث والانصاف دون العصبية ، كما نرى فى منهجهما على الخصوص فى اسلوب المقدس الاردبيلى ـ قدس سرّه ـ فى كل مباحث كتابه القيم الذى بقيت قيمته مجهولة ، وهذه الطريقة تعد قريبا من منهج البحث الحديث العلمى السائد فى العلوم القانونية كلها فى العصر الحاضر فى المراكز الآكاديمية.
ومن المؤسف بقى ذلك منسيا الى ان وصلت النوبة الى قطب دائرة التحقيق ومصدر الابداع والتدقيق الشيخ الاعظم الانصارى وأحيا وجدد مدرسة صاحب هداية المسترشدين الاصولية من جانب ومدرسة العلمين المذكورين فى الفقه من جانب آخر مع ما اضاف اليهما من ابداعات وتحقيقات جديدة.
اما فى علم الاصول فعمدة تحقيقاته وابتكاراته هى فى الاصول العملية