تركه مقدمة لامرين :
احدهما صرف النفس وكفّه عمّا اراد اوّلا.
والثانى : نفس متعلّقها اعنى : الفعل المراد فاىّ من الامرين صار مامورا به ، فيجب هذه الارادة مقدمة فيعلم من ذلك انّه : اذا امر الآمر بالكفّ عن الشيء طلب ضدّه من باب المقدّمة ، فالمأمور به مقدمته هو الفعل الوجودى المنبعث عن الارادة ، واذا امر بفعل الشيء فلا يتوقّف على الكفّ عن ضدّه الذى اراده لو لا الامر ، بل يتوقف على ارادته واذا حصلت الارادة حصل الصرف والكف عن ذلك الفعل ، لكن الحاصل ليس مقدمة للمامور به بل المقدمة هو نفس عدم الضد الحاصل فى ضمن الكفّ.
فثبت انّ الكفّ موقوف على فعل الضدّ وفعل الضد ليس موقوفا على الكفّ عن ضدّه.
والحاصل انه اذا طلب الآمر الكفّ فالبناء على امتثال هذا الطلب والعزم على ايجاد الكفّ صارف عن فعل الحرام ، الّا انه لا يكفى فى تحقق الكفّ ، لانّ العزم على الشيء ليس نفس ذلك الشيء والترك المستند الى ذلك لا يسمّى كفّا ، بل الكفّ عبارة عن امساك النفس متوصّلا فى ذلك الى فعل وجودى امّا البقاء على الحالة الاولى وامّا احداث ضدّ آخر.
ولكن الانصاف ان هذا كله محل نظر ومنع.