اولا ـ انّ اقلية الثواب ان لوحظت بالنسبة الى ثواب الافراد الأخر لزم القول بكراهة الصلاة فى مسجد الكوفة مثلا لكونها اقلّ ثوابا منها فى المسجد الحرام ، وان لوحظت بالنسبة الى ثواب اصل الطبيعة ففيه : مضافا الى ما مرّ من ان هذا يستلزم كون الصلاة فى البيت مستحبا لاشتمالها على القدر الزائد من الثواب الذى كان كافيا فى اقتضاء الوجوب ان منشأ قلّة ثواب هذا الفرد من ثواب العبادة ان كان هو وقوع المعارضة بين حسن الطبيعة وقبح فعل آخر مكروه مجامع معها فى هذا الفرد الخاص اعنى الصلاة فى الحمام مثلا كالوقوف فى معرض الرشاش مثلا ونحو ذلك.
فيرد عليه جميع الايرادات الخمسة المتقدمة لانّ النسبة بين المكروه والواجب يكون حينئذ عموما من وجه ، حيث ان عنوان المكروه حينئذ فعل آخر يغاير عنوان الواجب مفهوما ولكنه قد اجتمعا فى الفرد المخصوص وهذا واضح ، وان كان المنشأ خصوص الفرد والتشخص الخاص الذى يحصل به الطبيعة لزم ان يكون الطبيعة المعرّاة عن جميع انحاء الوجود والتشخصات عارية عن الثواب وتكون الثواب الموجود فى الافراد المختلفة من خصايص وجودات الطبيعة ، فيلزم ان يكون المعتبر فى قلّة الثواب وكثرته حينئذ ملاحظة حالات الافراد وقياس بعضها ببعض فيعود المحذور من كون الصلاة فى مسجد الكوفة مثلا مكروهة ، اذا قيست الى الصلاة فى المسجد الحرام.
توضيح ذلك : ان التشخص الفردى لا يزيد فى الطبيعة شيئا ولا ينقص الّا اذا كان تشخصا لطبيعة اخرى راجحة او مرجوحة اذ الفردية ـ مع قطع النظر