غير مقصود بها على حدة ، إلا أنه لازم الخطاب ، كما في دلالة الإشارة ونحوها.
وعلى ذلك ، فلا شبهة في انقسام الواجب الغيري إليهما ، واتصافه بالأصالة والتبعية كليهما ، حيث يكون متعلقا للإرادة على حدة عند الالتفات إليه بما
______________________________________________________
ضمّ خطاب (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(١) إلى خطاب (الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ)(٢).
ثمّ ذكر قدسسره أنّ الوجوب الغيري يتّصف بكونه أصليا وتبعيا بحسب مقام الثبوت والإثبات ، فالوجوب الغيري الأصلي بحسب مقام الإثبات كقوله سبحانه (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ)(٣) ، بناء على كون مدلولها أمرا مولويا ، والوجوب الغيري التبعي بحسب مقام الإثبات أيضا كوجوب تحصيل الماء للوضوء المستفاد من الخطاب المزبور والوجوب الغيري الأصلي بحسب مقام الثبوت ، وكذا التبعي منه بحسب ذلك المقام ظاهر.
وأمّا الوجوب النفسي ، فيمكن أن يكون بحسب مقام الإثبات أصليّا ، ويمكن أن يكون تبعيا ، كاستفادة وجوب الصلاة قصرا من قوله سبحانه (إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ)(٤) ، حيث إنّ دلالته على وجوب الصلاة قصرا في السفر مقصودة بالأصالة ، ويفهم منه أيضا وجوب الصلاة في غير السفر بالتبع ، ولكن لا بنحو القصر ، ولو في الجملة. فوجوب الصلاة في غير السفر المستفاد من خطاب وجوب القصر في السفر يكون تبعيّا.
__________________
(١) سورة الأحقاف : الآية ١٥.
(٢) سورة البقرة : الآية ٢٣٣.
(٣) سورة المائدة : الآية ٦.
(٤) سورة النساء : الآية ١٠١.