خامسها :
إنّ جملة من أهل هذا العلم الذي قد بنوا على أقوالهم في الجرح والتعديل كانوا فاسدي العقيدة ـ وإن لم يكونوا فسّاقا بالجوارح ـ مثل ابن عقدة ؛ فإنّه كان زيديّا جاروديّا ـ على ما نصّوا عليه (١) ـ ومثل علي بن الحسن ابن فضّال فإنّه كان فطحيّا فاسد المذهب (٢) ، وكثيرا ما يعتمدون على أقوالهم في أحوال الرجال (٣) ، والحال أنّ لازم فساد المذهب عدم الاعتماد عليهم في ذلك ؛ إذ لا فسق أعظم من فساد المذهب.
والجواب :
أوّلا : النقض ؛ [بالعمل] بروايات هؤلاء ، حيث إنّ الأصحاب
__________________
(١) كما قاله النجاشي في رجاله : ٩٤ برقم ٢٣٣ ، والشيخ الطوسي في رجاله : ٤٤١ برقم ٣٠ [صفحة : ٤٠٩ من طبعه جماعة المدرسين] ، والعلاّمة في خلاصة الأقوال : ٢٠٣ برقم ١٣ [صفحة : ٣٢١] ، ومجمع الأقوال في موسوعة تنقيح المقال ٨٥/١ ـ ٨٦ [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٣٢٥/٧ ـ ٣٤٣ برقم(١٤٩٤)].
(٢) كما في رجال النجاشي : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ برقم ٦٧٦. وقاله الشيخ رحمه اللّه في الاستبصار ٩٥/٣ ، بل صرح في الخلاصة : ٩٣ [صفحة : ١٢٧] برقم ١٥ بفساد مذهبه وإنّه فطحي. وانظر : تنقيح المقال ٢٧٨/٢ ـ ٢٨٠ (الطبعة الحجرية). ومثله قاله العلامة في الخلاصة : ٢٧٧ في الفائدة الثامنة في مصدق بن صدقة بأنّه فاسد المذهب فطحي.
(٣) كما جاء في التعليقة للوحيد البهبهاني : ٢٢٩ .. وغيرها.