المقام الثاني
في موضوع هذا العلم
ولا ريب في أنّ موضوعه (١) : رواة الحديث (٢) ؛ فإنّ موضوع كلّ علم : ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة ، والبحث هنا عن عوارض الراوي ؛ فإنّ المراد بالراوي إن كان هو الجنس ، فالبحث عمّا يعرض لجزئياته ومصاديقه
__________________
(١) ذهب القدماء وجملة من المتأخرين من أعلام علمائنا إلى لزوم وجود موضوع لكلّ علم ، وجعلوا البحث في العوارض الذاتيّة للعلم لإخراج العوارض الغريبة ، واختلفوا في تحديد الذاتي ـ سعة وضيقا ـ ولهم فيه مباحث مفصّلة وعميقة تأتي غالبا في مقدّمة الكتب الأصوليّة المفصّلة .. ولا غرض لنا بها كما لا دليل يشفي الغليل على ما اختاره من لزوم البحث عن عوارض الموضوع ، ولا ملزم له ؛ لما يمكن أن يقال هنا بأنّ صرف الجامع العنواني كاف فيه ، فتدبّر.
(٢) قال العلاّمة الكاظمي في تكملة الرجال ١٢/١ : وموضوعه ؛ هو الرواة من تلك الحيثية ..أي حيث قبول خبرهم وردّه.
أقول : لقائل أن يقول : حيث كان موضوع كلّ علم هو الكلي المنطبق على موضوعات مسائله ، والرواة هنا ليس كذلك ؛ لأنّه لا يصدق على واحد منهم ذلك. لذا عدل المشكيني في وجيزته : ١٧ إلى جعل موضوعه هو : الراوي للحديث.
انظر البحث عن الموضوع في هذا الموضوع كتاب : توضيح المقال في علم الرجال : ٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة : ٣٢ ـ ٣٤].