فيلزمني إيصال ما قبضته إليهم ولا يجوز لي العفو عن بعض حقّهم ولا ارتكاب القبيح لتحصيل بعض حقوقهم.
وكان قدّس سرّه يرسل رواية بأنّ ; من استعمل نحو تلك الحيل الشرعية وضعه الله تعالى يوم القيامة في صندوق من حديد ووضعه في جهنم ، فإذا استغـاث إلى الله تعالى من ذلك أجابه بأ نّي لم أحرقك وإنّما أحرقت الصندوق ..!
ولقد كان قدّس سرّه للفقراء والسادات والطلاب أباً رؤوفاً ، وكهفاً عطوفاً ، وكان يقسم كلّ سنة ستّ أو سبع أو ثمان مرات أو أزيد على اختلاف السنين ، كلّ مرّة سبعمائة أو ثمانمائة ليرة (١) ، وكانت عطاياه بغير عنوان التقسيم ، للمرضى والراجعين إلى أوطانهم من أهل العلم والسادة والمتزوجين منهم ، والمتوفين منهم ، والمدينين منهم ، ومنقطعي الزوار ، والمقروعين بالعسكرية
__________________
(١) ذكر السيّد النجفي القوچاني في كتابه : سياحت شرق : ٣٨٦ ـ في معرض حديثه عن مقدار مصارفه السنويّة ، وكيفية معاشه آنذاك ، بما حاصل ترجمته ـ : .. إنّ مصارفنا السنويّة في عيشة رغيدة ستّة وثلاثون توماناً .. ثمّ ذكر كيفية خرج هذه الأموال ، وقال : وما كان يصلني سنوياً من المامقاني ثماني عشرة توماناً ، ومن الآخوند ثلاثة توامين ، والسلام.
وقد جاء في مقدّمة كتاب الزكاة ـ تقرير درس السيّد الميلاني قدّس سرّه ـ ١/١١ قوله : .. نقل بعض الثقات إنّ سجل الرواتب للطلبة في عصر الشيخ المامقاني كان يحوي اثني عشر ألف اسماً [كذا] ..
أقول : روى لي سماحة السيّد محمّد عليّ الميلاني حفظه الله عن المرحوم الشيخ فضل (الله) عليّ القزويني رحمه الله ـ والد الشيخ ميرزا محمّد المهدوي القزويني المعاصر ـ الّذي كان مقسماً للمرحوم الشيخ الجدّ طاب ثراه ـ أنّ مجموع ما اُثبت في دفتره طاب ثراه اثنا عشر ألفاً من الطلبة والعلماء عدا ما هناك من الفقراء والسادات أو من كان مستغنياً من الطلاب ـ أو من كان له مخصّص خاص ـ حيث كان رحمه الله يحدس أن يكون المجموع أكثر من أربعة عشر ألف طالباً ، وهو عدد كبير جداً لو لوحظت النجف آنذاك.