عبد الله ـ كما ذكر القاضي عبد الجبار ـ على أفضليّة أمير المؤمنين عليه الصّلاة والسّلام. وهذا بنفسه يقتضي اعتقادهما بصحّة هذا الحديث الشريف كما هو واضح ، ومن هنا قال السّيوطي في رسالته في فضل القرون الثلاثة الاولى ـ بعد كلام له ـ : « ويضاف إلى ذلك ما قاله جمع من العلماء أنّ مما يقتضي صحة الحديث قول أهل العلم بمقتضاه ».
فظهر أن المأمون والشيخ أبو عبد الله يعتقدان صحة حديث الطير.
إنّ عقد حديث من الأحاديث في الشّعر يدلّ على ثبوته وشهرته في الصدر الأوّل ، لقول السيوطي في خطبة كتاب له في هذا الشأن : « هذا جزء جمعت فيه الأشعار التي عقد فيها شيء من الأحاديث والآثار ، سمّيته بالازهار ، وله فوائد :
منها : الاستدلال به على شهرة الحديث في الصدر الأول وصحته ، وقد وقع ذلك لجماعة من المحدثين ».
ولقد عقد أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد المعروف بالصاحب ، حديث الطّير ، في أشعار عديدة له ، نقلها المحققون الكبار ، كالخطيب الخوارزمي والحافظ الكنجي الشافعي ، وهكذا عقده الخوارزمي في قصيدته البائية ، والإمام المنصور بالله ، ومحمد بن إسماعيل الأمير في ( التحفة العلوية ) (١).
وهذا أيضا من الأدلّة على شهرة حديث الطير في الصدر الأوّل وصحته ...
__________________
(١) وراجع أيضا : ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق. ٢ / ١٥٥ ـ ١٥٨. الهامش.