هذا ، وسيأتي عن أخطب خوارزم رواية ابن مردويه حديث مناشدة الإمام عليهالسلام في الشورى ، المشتمل على حديث الطير ، مع جملة من فضائله عليه الصلاة والسلام.
وابن مردويه من أعلام الحفّاظ المشاهير ، تجد الثناء العظيم عليه في :
١ ـ تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٥٠.
٢ ـ سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٨.
٣ ـ الوافي بالوفيات ٨ / ٢٠١.
٤ ـ طبقات المفسرين ١ / ٩٣.
__________________
ثمّ زعم الاتحاد بينه وبين « العباس بن الوليد بن بكار » الذي عنونه ابن حبان وجعل من أباطيله : « عن خالد بن أبي عمرو الأزدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش : لا إله إلاّ الله وحدي ، محمّد عبدي ورسولي ، أيّدته بعلي » ومن مصائبه : « حدثنا عبد الله بن زياد الكلابي عن الأعمش ، عن زر ، عن حذيفة ـ مرفوعا ـ في المهدي ، فقال سلمان : يا رسول الله ، من أي ولدك؟ قال : من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين ».
أقول :
كأنّ الرجل يستكثر مثل هذا النداء في حق فاطمة الزهراء بضعة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيرى مثل هذا الخبر كذبا فيتّهم الرّاوي له!!.
والجدير بالالتفات هنا أنّ الذهبي لا يذكر قدحا للرجل إلاّ هذا ، ولو كان هناك جرح من أحد الأئمة كيحيى بن معين وأبي حاتم وأمثالهما لأورده ، لكنّه تعنّت ولم يذكر كلمة أبي حاتم المادحة له : قال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ٦ / ٢١٦ ) : « عباس بن بكّار الضبيّ أبو الوليد ، بصري ، روى عن أبي بكر الهذلي ، وحماد بن سلمة ، وسعيد بن زربي. سمع منه أبي بالبصرة أيّام الأنصاري. نا عبد الرحمن قال : سئل أبي عنه فقال : شيخ ».
فإذا عرفنا علّة القدح وأنّها واهية ، بقي هذا المدح بلا معارض. وعلى فرض التنزّل تقدّم كلام أبي حاتم إذ لا يعارض قول الدار قطني قوله ، وعلى فرض التكافؤ تقدّم قول : أبي حاتم لقول الذهبي نفسه : « إذا وثّق أبو حاتم رجلا فتمسّك بقوله ، فإنّه لا يوثّق إلاّ رجلا صحيح الحديث » سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٤٧.