عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن أنس قال : اهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير ، فأعجبه ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطير ، قال أنس قلت : اللهم اجعله رجلا منّا حتى نشرف به ، قال : فإذا علي ، فلمّا أن رأيته حسدته فقلت : النبي صلّى الله عليه وسلّم مشغول ، فرجع ، قال : فدعا النبي صلّى الله عليه وسلّم الثانية ، فأقبل علي كأنّما يضرب بالسّياط ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : افتح افتح ، فدخل فسمعته يقول : اللهم وإليّ ، حتى أكل معه من ذلك الطير » (١).
__________________
(١) قال الميلاني : وهذه الأحاديث الثلاثة أوردها ابن الجوزي عن ابن مردويه في كتابه ( العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ١ / ٢٣٤ ) والذي نحن بصدده ـ الآن ـ ذكر رواة حديث الطّير وأسانيدهم ، ولسنا في مقام مناقشة الأقوال ، إلاّ أن تعصّب ابن الجوزي يضطّرنا إلى أن نتعقّب بعض كلامه ، لتبيّن حقيقة الحال ، وعليه فقس ما سواه.
قال ابن الجوزي ـ بعد الحديث الثاني من الأحاديث الثلاثة المذكورة ـ : « قال المصنف : في هذا الحديث ( عبد الله بن المثنى ) وكان ضعيفا. وفيه ( العباس بن بكّار ) قال الدار قطني : هو كذّاب ».
فنقول :
إن ابن الجوزي لم يطعن في هذا السّند إلاّ من جهة ( عبد الله بن المثنى ) و ( العباس بن بكّار ) لكنّ :
الأوّل : من رجال : البخاري والترمذي وابن ماجة كما بترجمته من ( تهذيب التهذيب ٥ / ٣٣٨ ) وقال : « قال ابن معين ـ في رواية إسحاق بن منصور ـ وأبو زرعة وأبو حاتم : صالح ، زاد أبو حاتم : شيخ » ثمّ نقل ثقته عن : ابن حبان والعجلي والترمذي والدّار قطني. وهذا القدر يكفي للاحتجاج به ، لا سيّما كلام أبي حاتم ، بالنظّر إلى ما سننقله عن الذّهبي.
وأمّا الثاني ، فإنّه وإن أورده الذهبي في ( الميزان ٢ / ٣٨٢ ) ونقل عن الدار قطني قوله « كذّاب » فقد أوضح العلّة في رميه بالكذب بقوله : « قلت : اتهم بحديثه عن خالد بن عبد الله ، عن بيان ، عن شعبة ، عن أبي جحيفة ، عن علي ـ مرفوعا ـ إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم عن فاطمة حتى تمرّ على الصراط إلى الجنّة.
وقال العقيلي : الغالب عن حديثه الوهم والمناكير » فذكر حديثاً.